اضطراب اكتناز الطفولة: أعراضه، أسبابه وطرق علاجه
في السنوات الأخيرة، ازداد اهتمام الأطباء النفسيين والأخصائيين بعالم الطفولة وما يتضمنه من اضطرابات نفسية وسلوكية قد تبدأ في سن مبكرة، لكنها تُهمل غالبًا حتى تتطور في مراحل لاحقة من العمر. أحد هذه الاضطرابات التي بدأت تحظى بالاهتمام هو اضطراب اكتناز الطفولة.
الفهرس
- مفهوم اضطراب اكتناز الطفولة
- أعراض اضطراب اكتناز الطفولة
- أسباب اضطراب اكتناز الطفولة
- أنواع اضطراب اكتناز الطفولة
- طرق تشخيص اضطراب اكتناز الطفولة
- طرق علاج اضطراب اكتناز الطفولة
- طرق الوقاية من اضطراب اكتناز الطفولة
- المصادر المستعملة لكتابة المقال
- منظمات دولية وهيئات طبية
- مصادر أكاديمية وطبية
- مقالات ومصادر متعمقة
يُعرف هذا الاضطراب بأنه ميل الطفل للاحتفاظ المفرط بالأغراض، وعدم القدرة على التخلص من الأشياء حتى وإن كانت عديمة الفائدة أو تالفة، مع شعور قوي بالضيق أو القلق عند محاولة رميها. هذه الحالة قد لا تكون مجرد سلوك طبيعي أو رغبة في التملك، بل قد تشير إلى اضطراب نفسي يتطلب التقييم والعلاج المبكر.
يتناول هذا المقال شرحًا علميًا مبسطًا حول اضطراب اكتناز الطفولة، من حيث المفهوم والأعراض والأسباب والأنواع وطرق التشخيص والعلاج والوقاية، مع مراعاة أحدث ما توصلت إليه الدراسات النفسية والطبية في هذا المجال.
مفهوم اضطراب اكتناز الطفولة
اضطراب اكتناز الطفولة (Childhood Hoarding Disorder) هو حالة نفسية وسلوكية تتسم بصعوبة مستمرة في التخلص من الممتلكات، بغض النظر عن قيمتها الفعلية، نتيجة شعور الطفل بالحاجة القوية للاحتفاظ بها، أو الخوف من فقدانها.
لا يُعد هذا السلوك مجرد عادة أو سمة من سمات الطفولة، بل يصبح اضطرابًا عندما يتسبب في إعاقة الحياة اليومية للطفل، أو يؤثر على علاقاته الاجتماعية أو أداءه الدراسي أو بيئة المنزل.
يُظهر الأطفال المصابون بهذا الاضطراب ارتباطًا عاطفيًا قويًا بالأشياء، سواء كانت ألعابًا، أوراقًا، أغلفة حلوى، أو حتى أشياء تالفة لا تحمل قيمة واضحة. وغالبًا ما يكون الاكتناز لدى الأطفال ناتجًا عن خلل في عمليات التنظيم العاطفي والمعرفي، وهو ما يجعلهم غير قادرين على اتخاذ القرار بالتخلي عن الأشياء، أو تقدير قيمتها الحقيقية.
أعراض اضطراب اكتناز الطفولة
تتباين مظاهر اضطراب الاكتناز بين الأطفال من حيث الشدة والمدة والظروف المحيطة، إلا أن هناك علامات شائعة يمكن من خلالها ملاحظة وجود الاضطراب. حيث يظهر الطفل رغبة ملحة في الاحتفاظ بكل ما يملكه، حتى الأشياء البسيطة أو التالفة، مثل الأقلام المكسورة أو القصاصات الورقية.
كما قد يشعر الطفل بضيق شديد أو نوبة غضب عندما يحاول أحد التخلص من ممتلكاته أو ترتيب أغراضه دون إذنه. تتراكم الأغراض في غرفته أو في أماكن مختلفة من المنزل، ما يجعل بيئته غير منظمة وصعبة الاستخدام. يواجه صعوبة في اتخاذ القرارات المرتبطة بالأشياء، مثل تحديد ما يحتاجه أو ما يمكنه الاستغناء عنه.
بالإضافة إلى ما سبق يظهر على الطفل توتر أو قلق شديد عند التفكير في فقدان شيء يخصه، حتى وإن لم يستخدمه منذ فترة طويلة. يفضل العزلة أحيانًا لحماية أغراضه من الآخرين، ويُظهر سلوكًا دفاعيًا مفرطًا تجاه ممتلكاته. تتأثر علاقاته الاجتماعية أو أداؤه المدرسي بسبب انشغاله المستمر بجمع الأشياء أو التفكير فيها.
أسباب اضطراب اكتناز الطفولة
تختلف الأسباب المحتملة وراء اضطراب اكتناز الطفولة من طفل لآخر، وغالبًا ما تكون ناتجة عن تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والنفسية والبيئية. من أبرز الأسباب ما يلي:
- العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي لاضطرابات القلق أو الوسواس القهري أو اضطراب الاكتناز عند أحد الوالدين.
- الاضطرابات العصبية: خلل في مناطق الدماغ المسؤولة عن اتخاذ القرار والتنظيم المعرفي مثل القشرة الجبهية.
- التجارب الصادمة: فقدان أحد الوالدين أو التعرّض لصدمة نفسية في سن مبكرة قد يؤدي إلى تشبث الطفل بالممتلكات كوسيلة للشعور بالأمان.
- نقص الإحساس بالتحكم: شعور الطفل بعدم السيطرة على مجريات حياته فيلجأ للاحتفاظ بالأشياء كتعويض نفسي.
- البيئة الأسرية: التنشئة في بيئة فوضوية أو أسرية غير مستقرة، أو وجود والدين يبالغان في جمع الأشياء.
- اضطرابات مصاحبة: كاضطراب الوسواس القهري (OCD) أو اضطرابات القلق أو اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD).
أنواع اضطراب اكتناز الطفولة
يمكن تصنيف اضطراب اكتناز الطفولة إلى عدة أنواع وفقًا لطبيعة المواد التي يحتفظ بها الطفل أو الدوافع وراء السلوك، ومن أبرز الأنواع:
- الاكتناز العام: الاحتفاظ بكل أنواع الأغراض دون تمييز.
- الاكتناز العاطفي: يكون الدافع الأساسي وراءه ارتباط الطفل العاطفي بالأشياء التي تمثل له ذكريات خاصة.
- الاكتناز القهري: يرتبط باضطرابات الوسواس القهري، حيث يضطر الطفل للاحتفاظ بالأشياء لتقليل القلق أو الخوف من فقدانها.
- الاكتناز الانتقائي: يحتفظ الطفل بنوع محدد من الأشياء (مثل الألعاب أو الكتب أو الملابس القديمة).
- الاكتناز الناتج عن الحرمان: يظهر لدى الأطفال الذين مروا بتجارب فقدان أو فقر مادي شديد، فيرتبط لديهم التملك بالأمان.
طرق تشخيص اضطراب اكتناز الطفولة
تشخيص اضطراب اكتناز الطفولة يتطلب دقة عالية وتقييمًا شاملًا يقوم به الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي الإكلينيكي. يبدأ التشخيص عادةً بمقابلة الطفل ووالديه، لفهم تاريخ السلوك، ومدى تأثيره على حياته اليومية. يعتمد الأخصائي على المقاييس السلوكية والمعرفية، وأحيانًا على أدوات التشخيص المعتمدة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5).
يجب التفريق بين السلوك الطبيعي في جمع الأشياء لدى الأطفال، وهو جزء من التطور الطبيعي، وبين السلوك المرضي الذي يؤدي إلى تراكم مفرط واضطراب في الأداء الوظيفي والاجتماعي.
كما يتم البحث عن اضطرابات مصاحبة قد تزيد من شدة الحالة، مثل القلق العام، أو الوسواس القهري، أو صعوبات التعلم، إذ أن التعامل مع الاكتناز دون معالجة هذه العوامل قد يحد من فعالية العلاج.
طرق علاج اضطراب اكتناز الطفولة
تعتمد خطة علاج اضطراب اكتناز الطفولة على مجموعة من الأساليب النفسية والسلوكية والتعليمية التي تهدف إلى مساعدة الطفل في تطوير مهارات التنظيم واتخاذ القرار. وتشمل أبرز طرق العلاج ما يلي:
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يُعد من أكثر الطرق فعالية، حيث يساعد الطفل على التعرف إلى الأفكار الخاطئة المرتبطة بالممتلكات وتبديلها بأنماط تفكير أكثر واقعية.
- العلاج الأسري: يهدف إلى إشراك الأهل في فهم الاضطراب وكيفية دعم الطفل دون تعزيز السلوك الاكتنازي.
- التدريب على مهارات التنظيم: يتضمن تعليم الطفل كيفية تصنيف الأشياء، واتخاذ قرارات بشأن ما يحتفظ به أو يتخلى عنه.
- العلاج النفسي الفردي: لمساعدة الطفل على التعبير عن مشاعره العميقة المرتبطة بالأمان أو الخسارة أو الخوف.
- التدخل المدرسي: يشمل التعاون مع المدرسة لتقديم الدعم النفسي والسلوكي داخل البيئة التعليمية.
- الأدوية النفسية: في بعض الحالات الشديدة، قد يوصي الطبيب باستخدام مضادات الاكتئاب أو القلق، خصوصًا إذا كان الاضطراب مرتبطًا بوسواس قهري أو قلق مفرط.
طرق الوقاية من اضطراب اكتناز الطفولة
الوقاية من اضطراب اكتناز الطفولة تبدأ من الوعي الأسري المبكر وفهم مراحل النمو النفسي للطفل. يمكن للوالدين والمعلمين المساهمة في الوقاية من خلال مراقبة سلوك الطفل وتشجيعه على المشاركة والتنظيم منذ الصغر، بدلًا من معاقبته أو انتزاع أغراضه بالقوة.
كما أن تعزيز مهارات التواصل العاطفي يساعد الطفل على التعبير عن مشاعره بدلًا من تحويلها إلى سلوك اكتنازي. يُنصح بتهيئة بيئة منزلية منظمة وداعمة، وتوفير نماذج إيجابية في التعامل مع الممتلكات. أما في حال ظهور العلامات الأولى للاكتناز، فإن طلب المساعدة من مختص نفسي هو الخطوة الأكثر أمانًا للحد من تطور الاضطراب.
ختامًا…
إذا لاحظت على طفلك صعوبة في التخلص من الأشياء أو تعلقًا مفرطًا بالأغراض غير الضرورية، فقد تكون هذه مؤشرات مبكرة على اضطراب اكتناز الطفولة. لا تقلل من شأن هذه العلامات، فالتدخل المبكر يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في تحسين جودة حياة الطفل وعائلته. الدعم النفسي والتقييم المهني يساعدان على فهم جذور السلوك ووضع خطة علاجية فعّالة تعيد للطفل شعوره بالأمان والسيطرة.
منصة نفسي فيرتول تمنحك فرصة التواصل مع دكتور نفسي متخصص في اضطرابات الطفولة أونلاين، بكل خصوصية وسرية، دون الحاجة لمغادرة منزلك.
سواء كنت تبحث عن:
- دكتور نفسي مختص بعلاج اضطرابات الطفولة
- جلسات علاج سلوكي معرفي عن بعد
- طبيب نفسي مرخص في الإمارات
فكل ما تحتاجه أصبح متاحًا بخطوة واحدة فقط.
احجز جلستك الآن، وابدأ رحلة التوازن النفسي لطفلك مع نخبة من الأطباء النفسيين المعتمدين، لأن الدعم المبكر هو المفتاح الحقيقي للشفاء والنمو الصحي.
المصادر المستعملة لكتابة المقال
منظمات دولية وهيئات طبية
Three Reasons why Studying Hoarding in Children and Adolescents is Important – PMC
مصادر أكاديمية وطبية
Child Hoarding: Identifying & Treating Hoarding in Children | Child Mind Institute
Causes of hoarding | Types of mental health problems | Mind
مقالات ومصادر متعمقة
Hoarding can start in childhood – here’s why early intervention is so crucial for all age groups



