
اضطراب التعلّق التفاعلي: أعراضه، أسبابه وطرق علاجه
اضطراب التعلّق التفاعلي هو حالة نفسية تظهر عند الأطفال نتيجة نقص أو انعدام الرابطة العاطفية السليمة بينهم وبين مقدم الرعاية الأساسي، خاصة في مراحل الطفولة المبكرة. يُعد التعلّق العاطفي من أهم الأسس التي يؤسس عليها الطفل تطوره النفسي والاجتماعي، لذلك فإن الاضطراب في هذه العلاقة قد يسبب آثارًا عميقة على صحة الطفل النفسية والسلوكية مدى الحياة.
الفهرس
- مفهوم اضطراب التعلّق التفاعلي
- أعراض اضطراب التعلّق التفاعلي
- أسباب اضطراب التعلّق التفاعلي
- أنواع اضطراب التعلّق التفاعلي
- النوع المتجنب (Inhibited Type)
- النوع المفرط (Disinhibited Type)
- طرق تشخيص اضطراب التعلّق التفاعلي
- طرق علاج اضطراب التعلّق التفاعلي
- الوقاية من اضطراب التعلّق التفاعلي
- المصادر المستعملة لكتابة المقال
- منظمات دولية وهيئات طبية
- مصادر أكاديمية وطبية
- مقالات ومصادر متعمقة
يظهر اضطراب التعلّق التفاعلي عادة عند الأطفال الذين تعرضوا للإهمال الشديد، سوء المعاملة، أو الانفصال المبكر عن والديهم، خصوصًا في السنوات الأولى من عمرهم التي تُعتبر حرجة لتكوين روابط آمنة. هذا الاضطراب يُصنف ضمن اضطرابات الطفولة ويؤثر على قدرة الطفل في بناء علاقات صحية مع الآخرين لاحقًا.
هدف هذه المقالة هو توفير معلومات علمية مبسطة تساعد الباحثين والمهتمين بفهم اضطراب التعلّق التفاعلي، أسباب ظهوره، أعراضه، وطرق التعامل معه بطريقة فعالة.
مفهوم اضطراب التعلّق التفاعلي
التعلّق هو رابطة عاطفية قوية تنشأ بين الطفل ومقدم الرعاية الأساسي (عادة الأم أو الأب) وتعد ضرورية للشعور بالأمان والدعم العاطفي. اضطراب التعلّق التفاعلي هو اضطراب نفسي يُظهر فيه الطفل عدم القدرة على تكوين علاقات وثيقة وآمنة مع الأشخاص المحيطين به.
اضطراب التعلّق التفاعلي (RAD) هو حالة تتميز بسلوكيات انطوائية أو انعزالية، حيث يظهر الطفل تجنبًا للتواصل الاجتماعي والارتباط العاطفي مع الآخرين، ويبدو غالبًا وكأنه “بارد” عاطفيًا أو منفصل عن محيطه.
ينجم هذا الاضطراب عن تجارب مبكرة مؤلمة مثل الإهمال العاطفي، الفشل في تلبية الاحتياجات الأساسية للطفل، أو الانتقال المتكرر بين دور الرعاية أو التبني دون استقرار.
أعراض اضطراب التعلّق التفاعلي
تختلف أعراض اضطراب التعلق التفاعلي بين الأطفال، لكنها عموماً تشمل مجموعة من العلامات التي تشير إلى وجود مشاكل في تكوين علاقات صحية. قد يظهر الطفل نقصاً أو انعداماً في التعلق العاطفي، حيث لا يبدي اهتماماً بالتواصل أو الاقتراب من مقدم الرعاية.
كما يتجنب الطفل التفاعل الاجتماعي مع الآخرين، سواء كانوا أشخاصاً معروفين أو غرباء، ويواجه صعوبة في التعبير عن مشاعره، مثل الحزن أو الفرح أو حتى الألم. غالباً ما يظهر الطفل عدم ثقة بالآخرين، حتى تجاه من يهتمون به، ويميل إلى السلوكيات الانطوائية والعزلة، مفضلاً اللعب أو البقاء وحيداً بدلاً من التفاعل مع الآخرين.
بالإضافة إلى ذلك، يعاني من صعوبة في التواصل العاطفي وضعف القدرة على إقامة علاقات ودية أو صداقات. قد تظهر ردود أفعاله مفرطة أو غير مناسبة في المواقف الاجتماعية، فتكون متناقضة أو غير متناسبة مع الظروف المحيطة به.
كما قد لا يستجيب الطفل للمديح أو التهديد، مما يعكس فقدان التفاعل العاطفي، حيث لا يهتم بالثناء أو بالعقاب. في بعض الأحيان، يواجه مشاكل في السيطرة على مشاعره، وقد يتصرف بعنف أو يظهر نوبات غضب شديدة.
وأخيراً، يلاحظ تأخراً في نموه الاجتماعي والعاطفي مقارنة بأقرانه في نفس العمر، مما يتطلب دعماً خاصاً لمساعدته على التغلب على هذه الصعوبات.
أسباب اضطراب التعلّق التفاعلي
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى ظهور اضطراب التعلّق التفاعلي، وأبرزها:
- الإهمال العاطفي المستمر وعدم تلقي الطفل للحنان والاهتمام الكافي.
- سوء المعاملة الجسدية أو النفسية.
- التعرض للفقد أو الانفصال المبكر عن الوالدين أو مقدمي الرعاية الأساسيين.
- التنقل المتكرر بين دور الرعاية، دور الحضانة أو التبني، مما يمنع الطفل من تكوين علاقة مستقرة.
- الإصابة باضطرابات نفسية لدى الوالدين، مثل الاكتئاب الشديد أو الإدمان.
- فقدان الأم في الفترة المبكرة من حياة الطفل أو غيابها الدائم.
- عدم وجود بيئة آمنة ومستقرة تسمح للطفل بالشعور بالأمان.
- الولادة في ظروف صعبة أو في مراكز رعاية غير مؤهلة.
أنواع اضطراب التعلّق التفاعلي
يصنف اضطراب التعلّق التفاعلي عادة إلى نوعين رئيسيين:
-
النوع المتجنب (Inhibited Type):
- الطفل يتجنب التفاعل الاجتماعي.
- يظهر الانطوائية ويبتعد عاطفيًا عن الآخرين.
- يقلل من التعبير عن مشاعره.
- يميل إلى الانعزال وعدم الثقة بالناس.
-
النوع المفرط (Disinhibited Type):
- الطفل يظهر سلوكًا مفرطًا في التعلق والتفاعل.
- قد يكون فضوليًا مع الغرباء ولا يفرق بين الأشخاص المعروفين وغير المعروفين.
- يظهر سلوكيات مفرطة في البحث عن الاهتمام.
- قد يعاني من صعوبة في التحكم بالعلاقات الاجتماعية.
طرق تشخيص اضطراب التعلّق التفاعلي
تشخيص اضطراب التعلّق التفاعلي يتطلب تقييماً طبياً نفسياً دقيقاً يشمل مقابلات مع الطفل ومقدمي الرعاية. يبدأ التشخيص باستعراض تاريخ الطفل المرضي والاجتماعي، مع التركيز على مراحل النمو الأولى والتجارب الحياتية المؤلمة التي قد أثرت عليه. كما يتم مراقبة سلوك الطفل في مواقف مختلفة، خاصة في تفاعله مع مقدمي الرعاية أو الغرباء، لفهم طبيعة تفاعلاته العاطفية والاجتماعية.
يعتمد التشخيص على معايير محددة وفق الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، حيث يُقيّم التفاعل العاطفي للطفل، وطريقة تعبيره عن المشاعر، ومدى قدرته على تكوين علاقات وثيقة ومستقرة. بالإضافة إلى ذلك، يتم استبعاد اضطرابات أخرى قد تشبه أعراض اضطراب التعلّق التفاعلي، مثل اضطرابات طيف التوحد أو اضطرابات السلوك، لضمان دقة التشخيص.
كما تُجرى مقابلات مع الأسرة لتقييم نوعية الرعاية المقدمة والبيئة الأسرية، وذلك لفهم العوامل المحيطة التي قد تسهم في ظهور الأعراض، مما يساعد في وضع خطة علاجية مناسبة للطفل.
طرق علاج اضطراب التعلّق التفاعلي
علاج اضطراب التعلّق التفاعلي يحتاج إلى تدخل نفسي متخصص ومتعدد الأبعاد، ويمكن تلخيص أهم طرق العلاج في النقاط التالية:
- العلاج النفسي السلوكي: التركيز على تعزيز مهارات التواصل العاطفي والسلوكي لدى الطفل.
- العلاج الأسري: تدريب الوالدين أو مقدمي الرعاية على توفير بيئة مستقرة وآمنة، وتعليمهم كيفية التعامل مع الطفل بطريقة داعمة.
- العلاج النفسي باللعب: استخدام اللعب كوسيلة لتقوية الروابط العاطفية والتعبير عن المشاعر.
- العلاج بالحب والاهتمام المستمر: توفير حنان ودفء عاطفي ثابت للطفل.
- العلاج الداعم للتنمية العاطفية: تعزيز الثقة بالنفس لدى الطفل وتحسين قدرته على التعامل مع المشاعر.
- المتابعة الطبية والنفسية المستمرة: لمراقبة تحسن الحالة وتعديل الخطط العلاجية.
- التدخل المبكر: كلما بدأ العلاج في مرحلة الطفولة المبكرة كانت النتائج أفضل.
- برامج الدعم الاجتماعي والتربوي: لمساعدة الطفل على الاندماج في المجتمع والمدرسة.
- استخدام الأدوية بحذر: فقط في حالات اضطرابات مرافقة تحت إشراف طبي.
الوقاية من اضطراب التعلّق التفاعلي
تبدأ الوقاية من اضطراب التعلّق التفاعلي بتوفير بيئة آمنة ومستقرة للطفل منذ ولادته، وذلك عبر ضمان تقديم رعاية عاطفية وجسدية مستمرة ومناسبة تلبي احتياجاته بشكل فعّال. من المهم توفير استجابة سريعة لحاجات الطفل العاطفية والجسدية لتعزيز شعوره بالأمان والطمأنينة. كما يلعب تعزيز التواصل الإيجابي والملامسة الحانية بين الطفل ومقدمي الرعاية دورًا كبيرًا في بناء علاقة تعلق صحية.
بالإضافة إلى ذلك، يجب الحفاظ على استقرار العلاقة بين الطفل ومقدمي الرعاية الأساسيين وتقليل التنقل بين أماكن الرعاية المختلفة، إذ يساهم هذا في توفير بيئة مألوفة ومستقرة للطفل. تتطلب الوقاية أيضًا توعية الأسر حول أهمية التعلّق العاطفي وتأثير الإهمال أو سوء المعاملة على نمو الطفل.
يعتبر الدعم المجتمعي والعائلي للأسر التي تواجه ضغوطًا كبيرة أمرًا حيويًا لتفادي وقوع الإهمال أو سوء الرعاية. كما يجب متابعة صحة الأم النفسية والجسدية قبل الولادة وبعدها لضمان بيئة مناسبة ومستقرة للطفل. أخيرًا، تشجع برامج التدريب والتعليم الأبوة والأمومة الإيجابية، مما يعزز قدرة الوالدين على تلبية احتياجات الطفل العاطفية بطريقة صحية وسليمة.
ختامًا…
✔️ إذا لاحظت على طفلك أو على من تحب علامات انطوائية، تجنب التفاعل العاطفي، صعوبة في بناء علاقات وثيقة، أو مشكلات في التعبير عن المشاعر، فقد تكون هذه مؤشرات على اضطراب التعلّق التفاعلي. التدخل المبكر والدعم النفسي المناسب يلعبان دورًا حاسمًا في تحسين حياة الطفل وتمكينه من بناء علاقات صحية ومستقرة في المستقبل.
منصة نفسي فيرتول توفر لك فرصة التواصل مع دكتور نفسي مختص في اضطرابات الطفولة والعلاقات العاطفية، أونلاين وبكل خصوصية وأمان، دون الحاجة لمغادرة منزلك.
🔹 سواء كنت تبحث عن:
- دكتور نفسي متخصص في اضطراب التعلّق التفاعلي
- علاج نفسي عن بعد للأطفال والعائلات
- طبيب نفسي مرخص في الإمارات
فكل ما تحتاجه أصبح في متناول يدك بخطوة واحدة فقط.
💬 احجز جلستك الآن، وابدأ رحلة التعافي النفسي لطفلك، مع نخبة من المختصين المعتمدين الذين يقدّمون الدعم والعلاج الفعّال.
المصادر المستعملة لكتابة المقال
منظمات دولية وهيئات طبية
- Reactive attachment disorder – Symptoms & causes – Mayo Clinic
- Reactive Attachment Disorder – StatPearls – NCBI Bookshelf
مصادر أكاديمية وطبية
- Reactive Attachment Disorder (RAD) – Attachment and Trauma Network
- Signs, Symptoms & Effects of Attachment Disorders in Adolescents | Village Behavioral Health