
الاضطراب الوهمي: الأعراض، الأسباب وطرق العلاج
الاضطراب الوهمي (Factitious Disorder) هو حالة نفسية يختلق فيها الفرد أو يعمد إلى إحداث أعراض مرضية لديه أو لدى آخر تحت رعايته، بهدف التمثيل بدور “المريض” للحصول على اهتمام ودعم عاطفي، بدون دوافع مادية مباشرة. يصنف في الدليل التشخيصي DSM-5 ضمن “اضطراب مصطنع مفروض على الذات” أو “مفروض على آخر” .
الفهرس
- مفهوم الاضطراب الوهمي
- أعراض الاضطراب الوهمي
- على ذات المريض
- عند الآخرين (مثل الأطفال)
- أسباب الاضطراب الوهمي
- أنواع الاضطراب الوهمي
- طرق تشخيص الاضطراب الوهمي
- طرق علاج الاضطراب الوهمي
- العلاج النفسي (Psychotherapy)
- الأدوية
- إدارة الرعاية الطبية
- التدخل القانوني والحماية (لأنواع FDIA)
- الوقاية من الاضطراب الوهمي
على الرغم من ندرته، سبق ظهور حالات خطيرة مثل متلازمة مونيكوزن (Munchausen Syndrome) ومونيكوزن عن طريق الغير (Munchausen by Proxy). يهدف هذا المقال إلى تقديم شرح واضح وشامل، مناسب للباحثين والمهتمين، ويساعد في فهم الحالة، والكشف عنها، والتعامل معها.
-
مفهوم الاضطراب الوهمي
الاضطراب الوهمي هو الاختلاق المتعمد للأعراض وإحداث الإيذاء أو التمويه، بهدف حيازة دور المريض دون وجود مصلحة خارجية مادية كالمال أو الإجازة. الفارق الجوهري بينه وبين التمثيل الواضح (malingering) هو غياب الدافع المادي والتركيز على الاحتياج الداخلي للرعاية والتعاطف.
يتفرّع الاضطراب إلى:
- مفروض على الذات (Munchausen Syndrome): الشخص يختلق الأعراض لأنفسهم.
- مفروض على الآخر (Munchausen by Proxy / FDIA): يحدث لدى شخص يُحدِث الأعراض لدى طفل أو شخص تحت رعايته. يشكل شكلًا من أشكال الإساءة
-
أعراض الاضطراب الوهمي
يمكن تنظيم الأعراض على شكل نصوص لتوضيح السلوك:
على ذات المريض
- تقليد متعمد لأعراض جسدية أو نفسية، مثل الشعور بالألم، التعب، الهلوسات، الإغماء .
- تلويث عينات طبية (بول، دم) لإظهار أمراض كاذبة .
- تناول مواد تسبب أعراضًا، كحقن الإفيين، أو استخدام أنسولين بكميات زائدة، أو مسهلات .
- بحث مستمر عن إجراء فحوصات طبيّة، عمليات أو تدخلات لا طائل منها، حتى لو كانت خطيرة .
- رفض الكشف النفسي أو التفاعل مع العائلة والأطباء .
- تبديل الأسماء أو زيارة مستشفيات متعددة، ما يعرف بـ”التنقل الطبي” .
عند الآخرين (مثل الأطفال)
- رعاية تظهر أعراضًا مشابهة: القيء، الحمّى، الإغماء، تشوهات في العين، التهابات متكررة، أو فحوصات شديدة الغرابة .
- سرد قصص متناقضة عن التاريخ الطبي للمريض الصغير.
- اضطراب نمو الطفل نتيجة إجراء فحوصات أو عمليات غير ضرورية، وهو شكل من أشكال إساءة الطفل.
-
أسباب الاضطراب الوهمي
الأسباب متعددة، إليك أهمها بنقاط مختصرة:
- الصدمة خلال الطفولة: تعرض للإيذاء أو الحرمان العاطفي يهيّئ لرغبة مستمرة في الاهتمام.
- وجود اضطرابات شخصية: مثل حدي^ة، نرجسية، أو تمثيلية (histrionic).
- التعرض الطبي المبكر: ذاكرت التجارب المرضية المعتادة في الطفولة قد تؤدي لرغبة في استعادتها.
- فقدان علاقة تربوية أو شعور بالهوية: يسعى للمكانة التي تُمنَح للمريض.
- رغبة في التمسك بدور الرعاية (في النوع المفروض على آخر): خاصة لدى أخصائيي الرعاية أو الطبية.
- عوامل عصبية أو بيولوجية: مثل اختلالات تُؤثر في التحكم بالنفسية أو العواطف.
-
أنواع الاضطراب الوهمي
يمكن تصنيف الاضطراب إلى هذه الأنواع الرئيسة:
- مفروض على الذات (FDIS) أحيانًا يُعرف بـ”متلازمة مونتشهاوزن”
- مفروض على الآخر (FDIA)، ويشمل:
- مونتشهاوزن عن طريق الغير: غالبًا على طفلة أو شخص تحت الرعاية، ويمكن أن يصل إلى جرائم إساءة
- زيارة الإنترنت (Munchausen by Internet): حيث يتم تمثيل المرض عبر المنتديات والمنصات؛ أحد أشكال FDIS
-
طرق تشخيص الاضطراب الوهمي
يُعدّ تشخيص الاضطراب الوهمي أمرًا بالغ التحدي، نظرًا للطبيعة المخادعة والمعقدة لهذه الحالة. ويعتمد التقييم السريري على مجموعة من الآليات الدقيقة والمتسلسلة التي تساعد الطبيب في الوصول إلى استنتاج موثوق. من أبرز هذه الآليات:
يبدأ التقييم بملاحظة التناقضات في التاريخ الطبي للمريض، إلى جانب غياب أي نتائج موضوعية تدعم الأعراض التي يشتكي منها. كما يُؤخذ في الاعتبار نمط تكرار الزيارات إلى مؤسسات صحية متعددة، واستخدام أسماء مختلفة، فيما يُعرف بسلوك “التنقل الطبي”، وهو سلوك شائع لدى بعض المرضى بهدف تعزيز أو تضخيم أعراضهم.
ويولي المختصون أهمية لرصد طريقة سرد المريض لتجربته الصحية؛ إذ يُعدّ السرد المترامي وغير المتناسق إشارة محتملة إلى اضطراب وهمي. كما يُجرى تحليل نفسي دقيق لتقييم الدوافع والنوايا الحقيقية وراء الشكاوى المتكررة.
ومن الضروري استبعاد احتمال التظاهر المتعمد (malingering)، وذلك من خلال التأكد من أن الدافع لا يستند إلى مكاسب مادية أو قانونية.
وفي الحالات التي يُشتبه فيها باضطراب وهمي مفروض على الآخرين (FDIA)، وخاصة حين يكون الطفل هو الضحية، يُصبح من الضروري التعامل مع الحالة كنوع من إساءة الرعاية، مما يستدعي إخضاع الطفل لتقييم وطني شامل يهدف لحمايته وضمان سلامته.
-
طرق علاج الاضطراب الوهمي
-
العلاج النفسي (Psychotherapy):
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT) لتعديل التفكير والسلوكيات الكاذبة.
- العلاج الديناميكي لاستكشاف جذور الصدمات والنزاعات الداخلية .
- العلاج الجدلي السلوكي (DBT)، مفيد للحد من الاندفاع وضبط العاطفة خاصة إذا كان اضطراب الشخصية الحدي موجودًا .
- العلاج العائلي لتعديل البيئة والتفاعل داخل الأسرة .
-
الأدوية:
- لا يوجد علاج دوائي مخصص للاضطراب، لكن يمكن استخدام مضادات الاكتئاب (SSRIs) والقلق في حالات الاكتئاب أو القلق المصاحب.
- إمكانية استخدام مضادات الذهان أحيانًا في حالات الهلوسة أو الأوهام الثانوية .
-
إدارة الرعاية الطبية:
- تعيين طبيب واحد كـ”منسق رعاية” للحد من التكرار وتبني توثيق صارم .
- تجنب الفحوصات غير الضرورية والمكلفة، باتباع نهج معتدل وتجريبي .
-
التدخل القانوني والحماية (لأنواع FDIA):
- فصل الضحية من محيط الشخص المُسِاء، وتفعيل الجهات ذات العلاقة لضمان سلامتها .
-
الوقاية من الاضطراب الوهمي
الوقاية تهدف إلى خفض فرص تطور الاضطراب أو تفاقمه، وتتم عبر التدابير التالية :
- دعم الأفراد ذوي التاريخ الطبي الصعب منذ الطفولة من خلال التوجيه النفسي، والمجتمع الشبكي الصحي، يقلل من شعورهم بالحرمان.
- تعزيز التوعية لدى المهنيين الطبيين حول أنماط المرض الصناعية، وتشجيع ربط البيانات بين المؤسسات الصحية لتقليل التنقل!
- في حالات FDIA، يكون تبني سياسات صارمة في المستشفيات، مراعاة التواصل الفعال عند انتقال الحالة بين الفرق، ومراقبة التناقضات في التاريخ الصحي للأطفال حاسمًا في الكشف المبكر .
ختامًا…
✔️ إذا كنت تجد نفسك منشغلًا كثيرًا بأعراض صحية غير مبررة، وتصر على وجود مرض خطير رغم كل التأكيدات الطبية بخلاف ذلك، فقد تكون مصابًا بـاضطراب توهم المرض. لا تجعل هذا القلق يتفاقم—فالتشخيص والعلاج المبكر يصنعان فرقًا كبيرًا في تحسين جودة حياتك.
منصة “نفسي فيرتول” تمنحك فرصة التواصل مع دكتور نفسي أونلاين بكل خصوصية وأمان، دون الحاجة لمغادرة منزلك.
🔹 سواء كنت تبحث عن:
- دكتور نفسي متخصص في اضطرابات الصحة النفسية
- علاج نفسي عن بُعد
- طبيب نفسي مرخّص في الإمارات
فكل ما تحتاجه أصبح في متناولك بخطوة واحدة فقط.
💬 احجز جلستك الآن، وابدأ طريقك نحو السلام الداخلي، مع نخبة من المختصين المعتمدين
المصادر المستخدمة لكتابة المقال
منظمات دولية وهيئات طبية
- Delusional Disorder: Causes, Symptoms, Types & Treatment
- Delusional Disorder – StatPearls – NCBI Bookshelf
مصادر أكاديمية وطبية
مقالات ومصادر متعمقة