اضطراب نوبات الغضب: أعراضها وطرق علاجها

اضطراب نوبات الغضب هو حالة نفسية وسلوكية تتسم بوجود نوبات غضب مفاجئة وقوية تفوق الاستجابة المتوقعة للموقف، وتتضمن اندفاعات عاطفية حادة وسلوك عدواني في بعض الأحيان. يتسبب هذا الاضطراب في ضائقة كبيرة للفرد، ويؤثر على علاقاته الاجتماعية والمهنية.
في هذه المقالة، سنشرح الموضوع بأسلوب طبي مبسّط، مع أهداف تعليمية للباحث أو القارئ العام، ونراعي السيو من خلال استخدام المصطلحات الدالة مثل “اضطراب نوبات الغضب”، “الأعراض”، “الأسباب”، “العلاج”، وغيرها. سنُقدّم فهرساً واضحاً لهيكلة المحتوى، وسنحرص على الوضوح والموثوقية العلمية.

اضطراب نوبات الغضب

اضطراب نوبات الغضب هو حالة تتميز باندفاعات غضبية متكرّرة وغير متناسبة مع الموقف، تتميز بشدة عالية تستغرق دقائق قصيرة، ولكنها تُحدث أثراً بالغاً على المحيطين. تختلف هذه النوبات عن الغضب الطبيعي اليومي من حيث التكرار والشدة وعدم القدرة على التحكم بها. يُعد جزءاً من اضطرابات الانفعالات النابعة من عدم نضج في التحكم الانفعالي، أو اضطراب تحكمي، ويمكن أن يكون مرتبطاً باضطرابات نفسية أو عصبية أخرى.

أعراض اضطراب نوبات الغضب

تتمثل أعراض اضطراب نوبات الغضب في حدوث نوبات غضب مفاجئة وشديدة، تشمل تصرفات مثل الصراخ، اللهث، صب الماء، رمي أو ضرب الأشياء. وتتميز هذه النوبات بمشاعر غضب حادة وانفعالية مفرطة تتجاوز السيطرة المتوقعة، مع صعوبة في تهدئة النفس أو العودة إلى حالة الهدوء بسهولة. بعد انتهاء النوبة، يشعر المصاب عادة بالندم أو الذنب تجاه ما حدث.

كما يمكن أن تترك هذه النوبات آثارًا خارجية واضحة، مثل تخريب الممتلكات أو توتر العلاقات مع الآخرين. ويؤثر هذا الاضطراب بشكل سلبي على جوانب متعددة من الحياة، بما في ذلك العمل، الدراسة، والعلاقات الاجتماعية، نتيجة لتكرار هذه النوبات.

أسباب اضطراب نوبات الغضب

الأسباب متعددة، وقد تتداخل فيها عوامل مختلفة، منها:

• عوامل بيولوجية: خلل في توازن بعض الناقلات العصبية مثل السيروتونين والنورإبينفرين، أو نشاط مرتفع في الجهاز العصبي السمبثاوي.
• عوامل وراثية: وجود تاريخ عائلي لاضطرابات تحكم الانفعالات أو اضطرابات مزاجية.
• عوامل تطوّرية: تجارب الطفولة المبكرة، مثل التعنيف، الإهمال، أو نموذج عائلي غير مستقر عاطفياً.
• عوامل نفسية: ضعف مهارات التكيّف مع الضغوط، أو اضطرابات القلق والاكتئاب المصاحبة.
• عوامل بيئية: ضغوط الحياة اليومية، مشاكل العمل أو العلاقة، أو استجابات سريعة تحت الضغط.
• عوامل معرفية: أفكار سلبية أو تحقيرية عن الذات أو الآخرين، أو تفسير مفرط للأوضاع كتهديدات شخصية.

أنواع اضطراب نوبات الغضب

يمكن تصنيف اضطراب نوبات الغضب إلى عدة أنواع وفق السياق أو السبب، على نحو ما يلي:

• اضطراب نوبات الغضب المرتبط بالأطفال: يظهر عند الأطفال عادة في شكل نوبات غضب شديدة (tantrums) بعد سنّ معين، ويختلف عن سلوك الغضب الطبيعي.
• اضطراب الغضب الحاد عند البالغين: نوبات مفاجئة شديدة الغضب، وعادة ما تكون قصيرًة لكن لها أثر كبير.
• اضطراب نوبات الغضب الثانوي (Secondary to another disorder): يحدث في سياق اضطرابات نفسية أخرى مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، أو اضطراب ثنائي القطب، أو اضطرابات الشخصية.
• اضطراب الغضب الانفجاري المزمن: يتصف باستمرار النوبات وتكرارها وحتى دون محفزات واضحة، ويكون له تأثير طويل الأمد.
• الغضب المتفجّر (Explosive Anger): يتميز بعنف حركي وكلامي شديد عند النوبة، ويمكن أن يشمل إيذاء جسماني أو لفظي شديد.

طرق تشخيص اضطراب نوبات الغضب

يبدأ التشخيص بالتقييم الطبي والنفسي الشامل لتحديد ما إذا كانت النوبات ذات طابع عضوي أو نفس نفسي. يتم الفحص النفسي عبر مقابلة سريرية مع اختصاصي نفسي أو طبيب نفسي، تشمل مراجعة التاريخ المرضي، درجة التكرار والشدة، والعوامل المحفزة، ومدى تأثير النوبات على الحياة اليومية.

يُستبعد وجود أسباب طبية مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو العصبية (مثل الصرع) أو آثار جانبية لأدوية معينة. التشخيص يُعتمد على معايير من الدليل التشخيصي DSM‑5 أو ICD‑11 إذا كان الاضطراب مرتبطاً باضطراب انفجاري مع اندفاعية.

تتم مقارنة الأعراض مع المعايير التشخيصية، مثل تكرار النوبات، شدة الانفعال، المدى الزمني، والانطباعات المرافقة. كما يُقيّم التداخل مع اضطرابات نفسية أخرى مثل الاكتئاب أو القلق أو اضطراب فرط الحركة لدى الأطفال.

مقال ذي صلة:اضطراب السلوك التخريبي: أسبابه وطرق علاجه 

طرق علاج اضطراب نوبات الغضب

يشمل العلاج مجموعة من الاستراتيجيات، ويمكن تلخيصها في نقاط:

• العلاج النفسي المعرفي‑السلوكي (CBT): لتعلم تحديد الأفكار المسببة للغضب، تعديلها، واستخدام تقنيات التهدئة.
• تنفّس الاسترخاء وتقنيات التأمل (مثل التنفس العميق، الاسترخاء التدريجي للعضلات): للمساعدة على السيطرة في لحظة النوبة.
• تقنيات ضبط النفس (Self‑control techniques): مثل التأجيل المؤقت «قف، ثم فكّر، ثم تصرّف» بدلاً من الاستجابة الفورية.
• علاج دوائي عند الحاجة: في بعض الحالات قد تُستخدم أدوية منضّمة للمزاج أو مضادة للقلق تحت إشراف طبي، مثل SSRIs، أو مثبتات المزاج، أو أحياناً مضادات الذهان بجرعات منخفضة.
• التوجيه والإرشاد الأسري: تعليم الأسرة كيفية الاستجابة للنوبات بطريقة داعمة وغير تصعيدية، والتعامل مع الطفل أو الفرد خلال النوبة.
• تعلم مهارات التكيّف (Coping skills): مثل الانخراط في نشاطات بديلة، ممارسة الرياضة، الهوايات، أو التعبير الفني.
• الكشف عن سمات التحفّز (Triggers): وتفاديها أو التجاهل الواعي قبل أن تتصاعد النوبة.

طرق الوقاية من اضطراب نوبات الغضب

الوقاية تبدأ بتنشئة بيئة داعمة ومستقرة نفسيًا، حيث يتعلَّم الفرد — سواء طفلًا أو بالغًا — التعبير عن الغضب بشكل مقبول وآمن. تشجيع التعبير العاطفي من خلال الحوار المفتوح، وتعلم مهارات التهدئة تدريجيًا، يساعد على بناء قدرة أفضل على إدارة الغضب.

كما يساهم تعزيز المهارات الاجتماعية (مثل الاستماع النشط، التعبير عن الاحتياج دون عدوانية، التفاوض لحل النزاعات)، في تقليل احتمالات اندفاع الغضب. تطبيق روتين يومي منظم، يتضمَّن وقتًا للنشاط البدني والاسترخاء والابتعاد عن مسبّبات التوتر، يُشكل أساسًا للوقاية.

في حالة وجود عوامل خطر مثل تاريخ عائلي للغضب المفرط أو وجود استجابة سريعة للضغط، يستحسن التدخل المبكر عبر التوعية وتلقّي الدعم النفسي قبل تطور الحالة إلى اضطراب. تعليم الآباء ومقدمي الرعاية مهارات التعامل مع الغضب لديهم أولًا (كقدوة)، يساهم بشكل كبير في الوقاية لدى الأطفال.

ختامًا…

إذا كنت تشعر بنوبات غضب مفاجئة وشديدة، أو لاحظت أن التحكم في انفعالاتك أو لدى من تحب أصبح صعبًا، فذلك قد يشير إلى اضطراب نوبات الغضب (مثل اضطراب الانفجار العاطفي المتقطع Intermittent Explosive Disorder). لا تنتظر حتى تتفاقم الأعراض—التشخيص المبكر والعلاج المناسب يمكن أن يصنع فرقًا كبيرًا في تحسين نوعية الحياة.

منصة “نفسي” توفر لك فرصة التواصل مع طبيب نفسي أو معالج مختص عن بُعد، في بيئة آمنة وسرّية، دون الحاجة لمغادرة منزلك:

🔹 سواء كنت تبحث عن:

• اختصاصي نفسي في مجال الاندفاع والغضب
• علاج نفسي عبر الإنترنت
• طبيب نفسي مرخّص في الإمارات

فكل ما تحتاجه أصبح في متناول يدك بخطوة واحدة فقط.

💬 احجز جلستك الآن، وابدأ مسيرتك نحو التوازن العاطفي والاستقرار النفسي، برعاية فريق من الأخصائيين المعتمدين والمجربين.

المصادر المستعملة لكتابة المقال:

منظمات دولية وهيئات طبية

• Temper tantrums – NHS
• Temper Tantrums Explained
• Temper Tantrums – StatPearls – NCBI Bookshelf

 مصادر أكاديمية وطبية

• Intermittent explosive disorder – Symptoms and causes – Mayo Clinic
• Temper Tantrums and Outbursts
• Is It a Temper Tantrum or Something More Serious?

مقالات ومصادر متعمقة

• Disruptive Mood Dysregulation Disorder > Fact Sheets > Yale Medicine