اضطراب فقدان الذاكرة الكاذب: أسبابه وطرق علاجه

يُعتبر فقدان الذاكرة من أكثر المشكلات العصبية شيوعًا، وتتنوع أشكاله . من بين هذه الأنواع، يظهر “اضطراب فقدان الذاكرة الكاذب” كحالة مثيرة للاهتمام، حيث يُظهر المريض فقدانًا للذاكرة يتعلق بأحداث أو معلومات لم تحدث أصلًا. يُعرف هذا النوع من الاضطراب أيضًا باسم “فقدان الذاكرة التخيلي” أو “الذاكرة الزائفة”.

مفهوم اضطراب فقدان الذاكرة الكاذب

اضطراب فقدان الذاكرة الكاذب هو حالة نفسية يتخيل فيها الشخص فقدانًا للذاكرة يتعلق بأحداث أو معلومات لم تحدث أصلًا. يُظهر المريض أعراضًا مشابهة لفقدان الذاكرة الحقيقية، مثل النسيان أو التشويش الذهني، ولكنه في الواقع لم ينسَ شيئًا حقيقيًا. يُعتقد أن هذا الاضطراب ينشأ نتيجة لتأثيرات نفسية أو اجتماعية، وقد يكون مرتبطًا باضطرابات نفسية أخرى مثل اضطراب الكرب التالي للرضح (PTSD) أو اضطرابات الهوية.

أعراض اضطراب فقدان الذاكرة الكاذب

تتفاوت أعراض اضطراب فقدان الذاكرة الكاذب من شخص لآخر، لكنها غالبًا تشمل الشعور بفقدان الذاكرة أو التشويش الذهني، إلى جانب الاعتقاد بحدوث أحداث أو مواقف لم تقع فعليًا. قد يصاحب ذلك القلق أو التوتر المرتبط بفقدان الذاكرة المزعوم، بالإضافة إلى تغيرات في السلوك أو المزاج مثل الانسحاب الاجتماعي أو الاكتئاب.

كما يعاني بعض الأشخاص من صعوبة في التركيز أو تذكر المعلومات اليومية، مما يؤثر على حياتهم اليومية بشكل ملموس. وقد تكون هذه الأعراض مؤقتة أو مزمنة، وقد تتداخل مع أعراض اضطرابات نفسية أخرى، مما يجعل التشخيص الدقيق أمراً بالغ الأهمية لضمان تقديم الدعم والعلاج المناسب.

أسباب اضطراب فقدان الذاكرة الكاذب

تتعدد الأسباب المحتملة لاضطراب فقدان الذاكرة الكاذب، وتشمل:

• التعرض لصدمات نفسية أو اجتماعية.
• الضغوط النفسية المستمرة أو القلق المزمن.
• التأثيرات البيئية، مثل التغيرات الكبيرة في الحياة أو العلاقات.
• وجود اضطرابات نفسية أخرى، مثل اضطراب الكرب التالي للرضح (PTSD) أو اضطرابات الهوية.
• التأثيرات الثقافية أو المجتمعية التي قد تؤدي إلى تشكيل ذكريات زائفة.
• استخدام بعض الأدوية أو المواد المخدرة التي قد تؤثر على الذاكرة.
• التغيرات في الدماغ نتيجة للتقدم في العمر أو الأمراض العصبية.

أنواع اضطراب فقدان الذاكرة الكاذب

يمكن تصنيف اضطراب فقدان الذاكرة الكاذب إلى عدة أنواع، بناءً على السياق أو السبب المحتمل:

• الذاكرة الزائفة المرتبطة بالصدمة النفسية: حيث يُخيل للشخص أنه فقد ذاكرته نتيجة لتجربة صادمة.
• الذاكرة الزائفة المرتبطة بالثقافة أو المجتمع: حيث يُعتقد الشخص أنه فقد ذاكرته بسبب تأثيرات ثقافية أو اجتماعية.
• الذاكرة الزائفة المرتبطة بالأدوية أو المواد المخدرة: حيث تؤثر بعض الأدوية أو المواد على الذاكرة وتؤدي إلى تشكيل ذكريات زائفة.
• الذاكرة الزائفة المرتبطة بالتقدم في العمر: حيث قد تؤدي التغيرات في الدماغ نتيجة للتقدم في العمر إلى تشكيل ذكريات زائفة.

طرق تشخيص اضطراب فقدان الذاكرة الكاذب

يتطلب تشخيص اضطراب فقدان الذاكرة الكاذب تقييمًا دقيقًا من قبل مختص في الصحة النفسية، ويبدأ بمراجعة التاريخ الطبي والنفسي للمريض لفهم الخلفية الصحية والعاطفية. كما يتم إجراء اختبارات نفسية لتقييم الذاكرة والوظائف المعرفية، مع الحرص على استبعاد الأسباب العضوية المحتملة مثل الأمراض العصبية أو تأثيرات الأدوية التي قد تساهم في فقدان الذاكرة.

بالإضافة إلى ذلك، تُجرى مقابلات مع المريض لفهم السياق النفسي والاجتماعي الذي قد يكون مرتبطًا بالأعراض، ما يساعد على تمييز هذا الاضطراب عن حالات أخرى مشابهة. من المهم أن يتم التشخيص من قبل مختص مؤهل، نظرًا لاحتمالية تداخل أعراض اضطراب فقدان الذاكرة الكاذب مع اضطرابات نفسية أخرى، لضمان دقة التقييم ووضع خطة علاجية مناسبة.

طرق علاج اضطراب فقدان الذاكرة الكاذب

تتضمن طرق علاج اضطراب فقدان الذاكرة الكاذب:

• العلاج النفسي: مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) لمساعدة المريض على التعامل مع الأفكار والمشاعر المرتبطة بفقدان الذاكرة.
• العلاج الدوائي: في بعض الحالات، قد يُستخدم العلاج الدوائي لعلاج الأعراض المرتبطة بالاضطراب، مثل القلق أو الاكتئاب.
• الدعم الاجتماعي: تشجيع المريض على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والبحث عن الدعم من الأصدقاء والعائلة.
• التعليم والتوعية: توفير المعلومات للمريض وعائلته حول طبيعة الاضطراب وكيفية التعامل معه.

طرق الوقاية من اضطراب فقدان الذاكرة الكاذب

لحدوث اضطراب فقدان الذاكرة الكاذب، يمكن اتباع مجموعة من الاستراتيجيات الوقائية التي تساعد على تقليل المخاطر وتعزيز الصحة النفسية:

أولاً، الاهتمام بالصحة النفسية العامة من خلال تقنيات إدارة التوتر مثل التأمل، وتمارين التنفس العميق، والنشاط البدني المنتظم، إذ تساعد هذه الممارسات على تقليل الضغوط النفسية التي قد تؤدي إلى ظهور الأعراض.

ثانياً، تعزيز التواصل الاجتماعي والعلاقات الإيجابية مع الأسرة والأصدقاء، حيث يمكن للدعم الاجتماعي أن يقلل من الشعور بالوحدة والعزلة النفسية، وهي عوامل قد تسهم في ظهور الذكريات الزائفة.

ثالثاً، تجنب العزلة النفسية والتعرض المفرط للمحفزات السلبية أو الصدمات العاطفية، ومحاولة التعامل مع الصدمات النفسية بطريقة صحية من خلال طلب المساعدة المبكرة من مختص نفسي.

رابعاً، الحفاظ على أسلوب حياة صحي من حيث النوم الكافي والتغذية السليمة، إذ أن اضطرابات النوم أو سوء التغذية قد تؤثر سلباً على الوظائف المعرفية والذاكرة.

خامساً، التوعية المستمرة حول اضطرابات الذاكرة والاضطرابات النفسية بشكل عام، سواء من خلال برامج تعليمية أو استشارات مختصين، لتسهيل التعرف المبكر على الأعراض وطلب العلاج في الوقت المناسب.

ختامًا…

إذا كنت تواجه صعوبات في تذكر الأحداث أو لاحظت تغيرات في قدرتك على تذكر المعلومات اليومية، فقد يكون هذا مؤشرًا على اضطراب فقدان الذاكرة الكاذب أو اضطرابات ذاكرة أخرى. التشخيص المبكر والدعم النفسي المناسب يصنعان فارقًا كبيرًا في تحسين جودة حياتك وتقليل تأثير الأعراض على حياتك اليومية.

منصة نفسي فيرتول تمنحك فرصة التواصل مع دكتور نفسي أونلاين بكل خصوصية وأمان، دون الحاجة لمغادرة منزلك.

سواء كنت تبحث عن:

• دكتور نفسي متخصص في اضطرابات الذاكرة
• علاج نفسي عن بعد
• طبيب نفسي مرخص في الإمارات

فكل ما تحتاجه أصبح في متناولك بخطوة واحدة فقط.

💬 احجز جلستك الآن، وابدأ طريقك نحو التوازن النفسي والاستقرار الذهني، مع نخبة من المختصين المعتمدين والمجربين.

المصادر المستعملة لكتابة المقال

منظمات دولية وهيئات طبية

Pseudodementia: Causes, treatment, and more

What do we know about pseudodementia? – PMC

مصادر أكاديمية وطبية

Pseudodementia – Memory loss without dementia

Depressive Cognitive Disorders – StatPearls – NCBI Bookshelf

مقالات ومصادر متعمقة

Pseudodementia (Causes, Symptoms, Diagnosis & Treatment Guide)