اضطراب تشوه صورة الجسم لدى الرياضيين
في عالم الرياضة، يُنظر إلى اللياقة البدنية على أنها رمز للقوة والانضباط والنجاح. ومع ذلك، فإن هذا التركيز المكثف على المظهر الجسدي والقدرات البدنية قد يؤدي في بعض الحالات إلى اضطرابات نفسية خفية، من أبرزها اضطراب تشوه صورة الجسم لدى الرياضيين.
الفهرس
- مفهوم اضطراب تشوه صورة الجسم لدى الرياضيين
- أعراض اضطراب تشوه صورة الجسم لدى الرياضيين
- أسباب اضطراب تشوه صورة الجسم لدى الرياضيين
- أنواع اضطراب تشوه صورة الجسم لدى الرياضيين
- طرق تشخيص اضطراب تشوه صورة الجسم لدى الرياضيين
- طرق علاج اضطراب تشوه صورة الجسم لدى الرياضيين
- طرق الوقاية من اضطراب تشوه صورة الجسم لدى الرياضيين
- المصادر المستعملة لكتابة المقال
- منظمات دولية وهيئات طبية
- مصادر أكاديمية وطبية
- مقالات ومصادر متعمقة
هذا الاضطراب لا يُصيب فقط من يعانون من اضطرابات الأكل أو انخفاض الثقة بالنفس، بل يمكن أن يظهر حتى لدى الرياضيين المحترفين الذين يبدو أنهم يتمتعون بصحة ممتازة ولياقة عالية. مع الضغوط المتزايدة لتحقيق الكمال الجسدي، يمكن أن تنشأ علاقة مضطربة بين الرياضي وجسمه، مما يؤثر سلبًا على الصحة النفسية والجسدية والأداء الرياضي.
في هذا المقال، سنستعرض هذا الاضطراب من منظور علمي وطبي مبسط، يهدف إلى توعية القارئ بأعراضه وأسبابه وطرق التعامل معه، مع التركيز على احتياجات الرياضيين الخاصة في هذا السياق.
مفهوم اضطراب تشوه صورة الجسم لدى الرياضيين
اضطراب تشوه صورة الجسم (Body Dysmorphic Disorder – BDD) هو حالة نفسية يعاني فيها الفرد من انشغال مفرط وتفكير مستمر في عيبٍ – قد يكون حقيقيًا أو متخيّلاً – في مظهره الجسدي. لدى الرياضيين، قد يأخذ هذا الاضطراب طابعًا خاصًا، إذ يتمركز القلق حول حجم العضلات، الدهون في الجسم، أو مظهر أجزاء معينة من الجسم.
يعرف الشكل الشائع من هذا الاضطراب بين الرياضيين بـ اضطراب العضلية (Muscle Dysmorphia)، وهو حالة فرعية من اضطراب تشوه صورة الجسم، حيث يشعر الفرد بأن عضلاته صغيرة أو غير كافية رغم أنه قد يكون ذا بنية عضلية قوية جدًا بالفعل.
الرياضيون أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب بسبب البيئة المحيطة بهم: مثل معايير الجسم “المثالي” في رياضتهم، الضغوط الاجتماعية، وتأثير وسائل الإعلام. ويتحول الأمر من رغبة صحية في تحسين الأداء إلى هوس مرضي قد يؤدي إلى الإفراط في التمارين، اضطرابات الأكل، أو حتى استخدام منشطات خطيرة.
أعراض اضطراب تشوه صورة الجسم لدى الرياضيين
تظهر أعراض اضطراب تشوه صورة الجسم لدى الرياضيين بشكل تدريجي، وقد يصعب تمييزها عن السلوكيات الرياضية الطبيعية. ومع ذلك، عندما تتعدى حدود الاعتدال وتبدأ بالتأثير سلبًا على حياة الرياضي، فإنها تتحول إلى مشكلة تستوجب التدخل.
غالبًا ما يشعر المصابون بانزعاج شديد من مظهرهم، ويركزون على “نواقص” قد لا يلاحظها الآخرون. من أبرز العلامات:
يشعر الرياضي بأنه “صغير جدًا” أو “غير قوي كفاية” حتى لو كانت عضلاته كبيرة أو جسده متناسقًا للغاية. قد يمضي ساعات يوميًا أمام المرآة أو يتجنبها تمامًا. ويصبح التمرين، ليس وسيلة لتحسين الأداء أو الحفاظ على الصحة، بل هوسًا بهدف تغيير المظهر. بعض الرياضيين يرفضون الذهاب إلى الأماكن العامة أو المشاركة في النشاطات الاجتماعية بسبب القلق من مظهرهم. وفي كثير من الأحيان، قد يبالغ الرياضي في تناول المكملات الغذائية أو حتى اللجوء للمنشطات لتحقيق صورة الجسد المثالية في ذهنه، ما يعرض صحته للخطر.
الأعراض تتجاوز مجرد القلق العادي حول المظهر؛ بل تتحول إلى تفكير قهري متكرر وسلوكيات قهرية تستنزف الوقت والطاقة وتؤثر على جودة الحياة.
أسباب اضطراب تشوه صورة الجسم لدى الرياضيين
- الضغوط المجتمعية والإعلامية: تصوير الرياضيين المثاليين في الإعلانات، وسائل التواصل، والأفلام يولد معيارًا غير واقعي للجسم المثالي.
- بيئة التمرين الصارمة: بعض المدربين أو الفرق الرياضية تضع معايير جسدية صارمة، مما يؤدي إلى إحساس دائم بعدم الكفاية.
- السمات الشخصية: مثل الكمالية، انخفاض تقدير الذات، أو اضطرابات القلق المرتبطة بالصورة الذاتية.
- الرياضات التي تركز على المظهر: مثل كمال الأجسام، المصارعة، الجمباز، والرقص، حيث يُعتبر الشكل الجسدي جزءًا من النجاح.
- التاريخ العائلي أو الوراثي: وجود تاريخ من اضطرابات الأكل أو الاضطرابات النفسية في الأسرة قد يزيد من احتمال الإصابة.
- التنمر أو التعليقات السلبية: التعرض للسخرية من شكل الجسد في سن مبكرة أو خلال النشاطات الرياضية.
- اضطراب في كيمياء الدماغ: بعض الأبحاث تشير إلى وجود خلل في مستويات السيروتونين قد يكون مرتبطًا بتشوه صورة الجسم.
أنواع اضطراب تشوه صورة الجسم لدى الرياضيين
- اضطراب العضلية (Muscle Dysmorphia): حيث يرى الرياضي نفسه نحيفًا وضعيفًا بالرغم من قوته وبنيته العضلية الكبيرة.
- تشوه مناطق محددة: كالهوس بحجم الساقين، الذراعين، البطن، أو الوجه.
- اضطراب صورة الوجه: يكون التركيز منصبًا على ملامح الوجه مثل الأنف أو الفك، خاصةً في رياضات تُبرز الوجه.
- القلق من الدهون في الجسم: الخوف المفرط من اكتساب الوزن أو تراكم الدهون، حتى لو كانت النسبة في حدودها الطبيعية أو أقل.
- التشوه المرتبط بالأداء الرياضي: حيث يشعر الفرد أن مظهره يؤثر على أدائه، مما يزيد القلق والضغط النفسي.
طرق تشخيص اضطراب تشوه صورة الجسم لدى الرياضيين
تشخيص اضطراب تشوه صورة الجسم لدى الرياضيين يتطلب تقييمًا نفسيًا دقيقًا من قبل مختص نفسي أو طبيب نفسي. يتم عادة من خلال مقابلة سريرية شاملة، تشمل أسئلة حول طريقة تفكير الشخص بجسمه، مدى تأثير ذلك على حياته اليومية، ونمط سلوكياته المرتبطة بالجسم والتمرين.
يُستخدم في التشخيص دليل DSM-5 الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي، والذي يحدد معايير اضطراب تشوه الجسم، بما في ذلك:
- انشغال مفرط بعيب جسدي متخيل أو مبالغ فيه.
- القيام بسلوكيات متكررة (مثل النظر للمرآة، طلب الطمأنة، الإفراط في التمارين) بسبب القلق من المظهر.
- التأثير السلبي على الأداء الوظيفي، الاجتماعي أو الأكاديمي.
- لا يمكن تفسير الأعراض بشكل أفضل من خلال اضطراب آخر مثل اضطراب الأكل.
يُراعى في حالة الرياضيين التمييز بين ما هو سلوك طبيعي في بيئة رياضية تنافسية، وبين ما هو سلوك مرضي ناتج عن اضطراب نفسي.
طرق علاج اضطراب تشوه صورة الجسم لدى الرياضيين
- العلاج المعرفي السلوكي (CBT):
- يُعتبر الخيار العلاجي الأول، حيث يساعد الرياضي على إعادة هيكلة أفكاره المشوهة عن جسده وتعلم طرق جديدة للتعامل مع القلق والسلوكيات القهرية.
- العلاج الدوائي:
- غالبًا ما يتم وصف مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) مثل فلوكسيتين أو سيرترالين لتقليل أعراض الوسواس والقلق.
- الاستشارة النفسية الفردية:
- جلسات منتظمة مع مختص نفسي لفهم الجذور النفسية للاضطراب، وبناء صورة ذاتية صحية.
- العلاج الجماعي:
- مجموعات الدعم النفسي توفر بيئة يشعر فيها الرياضي أنه ليس وحده، ويكتسب منها مهارات للتعامل مع الضغوط.
- المشاركة الأسرية (خاصة في الرياضيين الشباب):
- يساعد الأهل في دعم التغيير الإيجابي وفهم طبيعة الاضطراب.
- تعديل الروتين الرياضي والغذائي:
- بإشراف مختصين، يتم التوازن بين الأداء والصحة النفسية دون الوصول إلى التطرف.
- التثقيف النفسي:
- توعية الرياضيين والمدربين حول المخاطر النفسية المرتبطة بالضغط على المظهر الجسدي.
طرق الوقاية من اضطراب تشوه صورة الجسم لدى الرياضيين
الوقاية من اضطراب تشوه صورة الجسم تبدأ من نشر ثقافة التوازن بين الصحة الجسدية والنفسية، خاصة في الأوساط الرياضية. يجب أن يُربى الرياضيون منذ الصغر على تقبل الذات، والتفريق بين السعي للتحسين والسعي للكمال المرضي.
من الضروري أيضًا تدريب المدربين والإداريين على اكتشاف العلامات المبكرة للاضطرابات النفسية، وعدم تشجيع معايير المظهر الجسدي الضيقة. بالإضافة إلى ذلك، يجب تقنين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل صحي، والتشجيع على التنوع في أشكال الجسم.
الحديث المفتوح عن الصحة النفسية في الرياضة، وتقديم موارد دعم نفسي فعّالة، يمكن أن يقلل من فرص تطور هذا الاضطراب. البيئة الآمنة والداعمة لها دور محوري في الحماية من هذه المشكلات.
ختامًا…
إذا لاحظت على نفسك أو على زميلك في الفريق انشغالًا مبالغًا فيه بالمظهر الجسدي، أو تكرارًا للسلوكيات القهرية مثل الإفراط في التمارين، أو القلق المفرط من حجم العضلات أو شكل الجسم، فقد تكون هذه علامات اضطراب تشوه صورة الجسم — حالة تستحق الاهتمام والدعم.
الصحة النفسية للرياضيين لا تقل أهمية عن لياقتهم البدنية، والاعتراف بالمشكلة هو أول خطوة نحو التعافي.
منصة نفسي فيرتول تمنحك فرصة التواصل مع دكتور نفسي أونلاين بكل خصوصية وأمان، دون الحاجة لمغادرة منزلك.
سواء كنت تبحث عن:
- دكتور نفسي متخصص في اضطرابات الصورة الذاتية
- علاج نفسي عن بعد للرياضيين
- طبيب نفسي مرخص في الإمارات
فكل ما تحتاجه أصبح في متناولك بخطوة واحدة فقط.
💬 احجز جلستك الآن، وابدأ طريقك نحو التعافي النفسي والتوازن الداخلي، مع نخبة من المختصين المعتمدين والمجربين.
المصادر المستعملة لكتابة المقال
منظمات دولية وهيئات طبية
Recognition and Treatment of Muscle Dysmorphia and Related Body Image Disorders – PMC
Dealing with Body Dysmorphia as an Athlete | 2aDays News
مصادر أكاديمية وطبية
How do young athletes feel about body dysmorphia? – Deseret News




