
اضطراب التعلّق الاجتماعي غير المقيد: أعراضه وأسبابه
اضطراب التعلّق الاجتماعي غير المقيد هو حالة نفسية تظهر عند الأطفال الذين يعانون من ضعف في قدرة بناء علاقات آمنة ومتزنة مع الآخرين، خاصة مع مقدمي الرعاية الأساسيين. يختلف هذا الاضطراب عن اضطراب التعلّق التفاعلي، فهو يظهر بسلوكيات مفرطة في التفاعل الاجتماعي، حيث ينجذب الطفل بسهولة إلى الغرباء ويتصرف بطريقة غير مميزة بين الأشخاص المعروفين وغير المعروفين.
الفهرس
- مفهوم اضطراب التعلّق الاجتماعي غير المقيد
- أعراض اضطراب التعلّق الاجتماعي غير المقيد
- أسباب اضطراب التعلّق الاجتماعي غير المقيد
- أنواع اضطراب التعلّق الاجتماعي غير المقيد
- طرق تشخيص اضطراب التعلّق الاجتماعي غير المقيد
- طرق علاج اضطراب التعلّق الاجتماعي غير المقيد
- الوقاية من اضطراب التعلّق الاجتماعي غير المقيد
- المصادر المستعملة لكتابة المقال
- منظمات دولية وهيئات طبية
- مصادر أكاديمية وطبية
- مقالات ومصادر متعمقة
يُعد هذا الاضطراب ناتجًا عن تجارب الطفولة المؤلمة مثل الإهمال، سوء المعاملة، أو التنقل المتكرر بين دور الحضانة، مما ينعكس على قدرة الطفل على تكوين علاقات ثابتة ومأمونة. إن التعرف المبكر على اضطراب التعلّق الاجتماعي غير المقيد والعلاج المناسب يمكن أن يحد من آثاره النفسية والاجتماعية على الطفل في المستقبل.
تهدف هذه المقالة إلى توضيح مفهوم اضطراب التعلّق الاجتماعي غير المقيد، أعراضه، أسبابه، أنواعه، كيفية تشخيصه، وطرق علاجه والوقاية منه.
مفهوم اضطراب التعلّق الاجتماعي غير المقيد
اضطراب التعلّق الاجتماعي غير المقيد (DSED) هو اضطراب يصيب الأطفال الذين لا يظهرون تمييزًا واضحًا بين الأشخاص المألوفين والغرباء، وينجذبون بسهولة إلى الغرباء ويبدون ودودين بشكل مفرط مع الأشخاص غير المعروفين.
يحدث هذا الاضطراب نتيجة لعدم استقرار البيئة العاطفية التي يعيش فيها الطفل، مثل التعرض للإهمال العاطفي، أو التنقل المتكرر بين مقدمي الرعاية، أو الحضانة المؤقتة، حيث لا يستطيع الطفل بناء علاقة مستقرة وآمنة مع مقدم الرعاية.
هذا الاضطراب يتسبب في ظهور سلوكيات مفرطة في التواصل الاجتماعي، مما يجعل الطفل يبدو غير حذر أو مفرط في الثقة مع الغرباء، مما يعرضه لمخاطر نفسية واجتماعية.
أعراض اضطراب التعلّق الاجتماعي غير المقيد
تظهر أعراض اضطراب التعلّق الاجتماعي غير المقيد بشكل واضح في سلوك الطفل، حيث يتميز الطفل بانجذاب مفرط وسريع نحو الأشخاص الغرباء، فهو يقترب منهم بسهولة ودون أي خوف أو تردد. كما يظهر سلوكًا ودودًا ومفرطًا مع الأشخاص غير المعروفين، مع ألفة كبيرة وتقبل غير طبيعي للتفاعل الاجتماعي معهم. ولا يميز الطفل بين الأشخاص المألوفين والغرباء، فلا يظهر تفضيلًا أو حذرًا تجاه من يعرفهم مقارنة بالغرباء.
بالإضافة إلى ذلك، قد يغادر الطفل مقدم الرعاية بسهولة أو ينساق مع الغرباء دون قلق، ويظهر انخفاضًا في السلوكيات الاحترازية أو الحذرية في المواقف الاجتماعية المختلفة. يتفاعل الطفل بسهولة في المواقف الاجتماعية الغريبة دون الشعور بالقلق أو التوتر المعتاد عند الأطفال الآخرين.
كما يعاني من مشاكل في الاستجابة لحدود الآخرين، حيث قد يتجاوز المساحة الشخصية أو يقوم بسلوكيات غير ملائمة. وعلى الرغم من تفاعله الاجتماعي الواسع، إلا أن الطفل يفتقر إلى القدرة على بناء علاقات مستقرة وعميقة، فتظل علاقاته سطحية وغير مستقرة.
أسباب اضطراب التعلّق الاجتماعي غير المقيد
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى ظهور اضطراب التعلّق الاجتماعي غير المقيد، منها:
- الإهمال العاطفي المستمر وعدم الاستجابة لاحتياجات الطفل.
- التنقل المتكرر بين دور الرعاية أو الحضانة، مما يمنع الطفل من تكوين علاقة مستقرة مع مقدم الرعاية.
- التعرض لسوء المعاملة الجسدية أو النفسية.
- عدم توفر بيئة عائلية مستقرة وآمنة خلال سنوات الطفولة المبكرة.
- فقدان الرعاية المستمرة والمألوفة للطفل.
- تجارب الانفصال المتكررة عن الأهل أو مقدمي الرعاية الأساسيين.
- مشاكل نفسية أو اجتماعية لدى الوالدين أو مقدمي الرعاية تؤثر على جودة الرعاية.
- الولادة في مراكز رعاية غير مؤهلة أو بيئات عالية الضغط.
أنواع اضطراب التعلّق الاجتماعي غير المقيد
اضطراب التعلّق الاجتماعي غير المقيد بشكل عام يظهر بنمط سلوكي واحد، لكن يمكن تفصيل أنماطه على النحو التالي:
- النمط الاجتماعي المفرط: حيث يكون الطفل ودودًا للغاية مع الجميع، حتى مع الغرباء، ولا يظهر خوفًا من الاقتراب أو التفاعل.
- النمط المتمرد أو المتجاوز للحدود: الطفل قد يتصرف بسلوكيات تتخطى الحدود الاجتماعية المعتادة، مثل لمس الأشخاص بشكل مفرط أو الاقتراب منهم دون احترام الخصوصية.
- النمط المدمج مع اضطرابات أخرى: في بعض الحالات يظهر الاضطراب مع أعراض اضطرابات سلوكية أخرى، مثل اضطرابات فرط الحركة أو اضطرابات المزاج.
طرق تشخيص اضطراب التعلّق الاجتماعي غير المقيد
يتطلب تشخيص اضطراب التعلّق الاجتماعي غير المقيد تقييمًا طبيًا ونفسيًا شاملاً يشمل عدة خطوات مهمة. أولاً، يتم جمع التاريخ الطبي والاجتماعي للطفل مع التركيز بشكل خاص على بيئة الطفولة المبكرة التي نشأ فيها، وذلك لفهم العوامل التي قد أثرت على تطوره العاطفي والسلوكي. ثم تتم مراقبة سلوك الطفل في مواقف متنوعة، خاصة كيفية تفاعله مع الأشخاص المألوفين والغرباء، وذلك لتحديد نمط التفاعل الاجتماعي غير المعتاد.
يعتمد التشخيص على معايير رسمية موجودة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، والتي تساعد في تحديد مدى مطابقة الأعراض مع اضطراب التعلّق الاجتماعي غير المقيد. كما يتم استبعاد اضطرابات أخرى قد تظهر أعراضًا مشابهة، مثل اضطرابات طيف التوحد أو اضطرابات السلوك، لضمان دقة التشخيص.
بالإضافة إلى ذلك، تجرى مقابلات مع الوالدين أو مقدمي الرعاية لجمع معلومات دقيقة عن سلوك الطفل في المنزل والمدرسة، مما يعزز فهم الصورة الكاملة لحالته. وأخيرًا، تُراقب سلوكيات الطفل عبر فترة زمنية معينة لتقييم استمرارية الأعراض وشدتها، وهو أمر ضروري لوضع خطة علاجية مناسبة وفعالة.
طرق علاج اضطراب التعلّق الاجتماعي غير المقيد
علاج اضطراب التعلّق الاجتماعي غير المقيد يحتاج إلى تدخل متعدد التخصصات ويركز على بناء بيئة آمنة ومستقرة، ويمكن تلخيص أهم طرق العلاج في النقاط التالية:
- العلاج النفسي السلوكي: لتعزيز مهارات التفاعل الاجتماعي الصحية وضبط السلوكيات المفرطة.
- العلاج الأسري: توعية الوالدين أو مقدمي الرعاية حول كيفية خلق بيئة مستقرة وآمنة، وتعليمهم استراتيجيات دعم الطفل.
- التدريب على حدود التواصل الاجتماعي: تعليم الطفل كيفية احترام الخصوصية والمسافات الشخصية.
- العلاج باللعب: لتسهيل التعبير العاطفي وبناء علاقات آمنة.
- المتابعة الطبية والنفسية المنتظمة: لمراقبة تقدم الطفل وضبط العلاج حسب الحاجة.
- توفير بيئة مستقرة على المدى الطويل: استقرار مكان المعيشة ومقدم الرعاية لتقليل القلق والانفصال.
- الدعم المدرسي والتربوي: مساعدة الطفل على الاندماج بشكل صحي في المجتمع المدرسي.
- استخدام الأدوية: فقط في حالات اضطرابات مصاحبة، وتحت إشراف طبي مختص.
الوقاية من اضطراب التعلّق الاجتماعي غير المقيد
تبدأ الوقاية من اضطراب التعلّق الاجتماعي غير المقيد بتوفير بيئة آمنة ومستقرة للطفل منذ الولادة، من خلال ضمان تقديم رعاية عاطفية وجسدية كافية ومستدامة تلبي احتياجاته بشكل مستمر. يجب أن تكون الاستجابة لحاجات الطفل النفسية والجسدية سريعة ومناسبة لتعزيز شعوره بالأمان والثقة. كما يلعب خلق علاقة مستقرة مع مقدم الرعاية الأساسي دورًا جوهريًا، مع تجنب التنقلات المتكررة بين أماكن الرعاية التي قد تزعزع استقراره.
تتطلب الوقاية أيضًا توفير بيئة عائلية داعمة ومستقرة نفسيًا واجتماعيًا تساعد الطفل على بناء روابط عاطفية صحية. من المهم توعية الأسر بأهمية هذه الروابط وكيفية بنائها بطريقة سليمة. بالإضافة إلى ذلك، يجب تقديم الدعم للأسر التي تواجه ضغوطًا أو مشاكل قد تؤثر على جودة الرعاية المقدمة للطفل.
ومن الضروري متابعة صحة الأم النفسية والجسدية قبل الولادة وبعدها لضمان توفير بيئة مناسبة ومستقرة. كما تلعب برامج دعم الأبوة والأمومة الإيجابية، إلى جانب الدعم النفسي والتربوي، دورًا هامًا في تعزيز الوقاية وبناء علاقات صحية مع الطفل.
ختامًا…
✔️ إذا لاحظت على طفلك أو من تحب سلوكيات مفرطة في الود مع الغرباء، قلة الحذر عند التعامل مع أشخاص جدد، أو صعوبة في الحفاظ على علاقات مستقرة وآمنة، فقد تكون هذه علامات اضطراب التعلّق الاجتماعي غير المقيد. التدخل المبكر والدعم النفسي المناسب يمكن أن يصنع فرقًا كبيرًا في تطور الطفل الاجتماعي والعاطفي.
منصة نفسي فيرتول تتيح لك فرصة التواصل مع دكتور نفسي متخصص في اضطرابات التعلّق والسلوكيات الاجتماعية، أونلاين وبكل خصوصية وأمان، دون الحاجة لمغادرة منزلك.
🔹 سواء كنت تبحث عن:
- دكتور نفسي مختص في اضطراب التعلّق الاجتماعي غير المقيد
- علاج نفسي عن بعد للأطفال والعائلات
- طبيب نفسي مرخص في الإمارات
فكل ما تحتاجه متاح بخطوة واحدة فقط.
💬 احجز جلستك الآن، وابدأ رحلة العلاج والدعم مع نخبة من المختصين المعتمدين لتأمين مستقبل نفسي واجتماعي أفضل لطفلك.
المصادر المستعملة لكتابة المقال
منظمات دولية وهيئات طبية
Disinhibited Social Engagement Disorder: What It Is, What to Expect, and More
Disinhibited Social Engagement Disorder | Psychology Today
مصادر أكاديمية وطبية
Disinhibited social engagement disorder: Signs and more
مقالات ومصادر متعمقة
Disinhibited Social Engagement Disorder (DSED): Signs and Symptoms