اضطراب نتف الشعر عند الأطفال: أسبابه وطرق علاجه
اضطراب نتف الشعر عند الأطفال أو ما يُعرف طبيًا باسم “تريكوتيلومانيا” (Trichotillomania) هو اضطراب نفسي وسلوكي يتسم بقيام الطفل بشدّ أو نتف شعره بشكل متكرر من فروة الرأس أو الحواجب أو الرموش أو مناطق أخرى من الجسم، دون وجود سبب عضوي أو جلدي يبرر ذلك.
الفهرس
- مفهوم اضطراب نتف الشعر عند الأطفال
- أعراض اضطراب نتف الشعر عند الأطفال
- أسباب اضطراب نتف الشعر عند الأطفال
- أنواع اضطراب نتف الشعر عند الأطفال
- طرق تشخيص اضطراب نتف الشعر عند الأطفال
- طرق علاج اضطراب نتف الشعر عند الأطفال
- طرق الوقاية من اضطراب نتف الشعر عند الأطفال
- المصادر المستخدمة
- منظمات وهيئات دولية
- مصادر أكاديمية وطبية
يُعد هذا الاضطراب من اضطرابات التحكم في الاندفاع، وغالبًا ما يكون مصحوبًا بشعور بالقلق أو التوتر يسبق الفعل، يتبعه إحساس بالراحة أو الإشباع بعد نتف الشعر. رغم أن نتف الشعر قد يبدو سلوكًا بسيطًا في بدايته، إلا أنه قد يتحول مع الوقت إلى عادة قهرية تسبب أضرارًا نفسية وجسدية، وتؤثر على ثقة الطفل بنفسه وتفاعله الاجتماعي.
يبدأ الاضطراب عادةً في مرحلة الطفولة أو المراهقة المبكرة، وقد يرتبط باضطرابات أخرى مثل الوسواس القهري أو اضطرابات القلق أو اضطراب طيف التوحد. تكمن أهمية الوعي باضطراب نتف الشعر عند الأطفال في أن العلاج المبكر يمكن أن يمنع تفاقم الحالة ويُساعد الطفل على اكتساب استراتيجيات صحية لإدارة التوتر والقلق.
مفهوم اضطراب نتف الشعر عند الأطفال
اضطراب نتف الشعر هو حالة نفسية قهرية تدفع الطفل إلى شدّ شعره أو اقتلاعه بشكل متكرر، غالبًا من فروة الرأس، أو الرموش، أو الحاجبين. يمارس الطفل هذا السلوك دون وعي كامل في بعض الأحيان، أو بوعي مسبق في أحيان أخرى عندما يشعر بالملل أو القلق أو التوتر.
يُصنف اضطراب نتف الشعر ضمن مجموعة اضطرابات الوسواس القهري ذات الصلة في التصنيف الطبي DSM-5، ويُعتبر سلوكًا قهريًا لا يستطيع الطفل التحكم فيه بسهولة، رغم معرفته بأضراره أو محاولاته للتوقف عنه.
قد يتفاوت السلوك بين حالات خفيفة تتضمن شدّ خصلات صغيرة من الشعر، إلى حالات شديدة ينتج عنها بقع صلع واضحة أو إصابات جلدية. ومن المهم التفريق بين نتف الشعر كاضطراب نفسي وبين حالات فقدان الشعر الناتجة عن أمراض جلدية أو طبية، إذ يتطلب التشخيص الدقيق تقييمًا نفسيًا وجسديًا متكاملًا.
أعراض اضطراب نتف الشعر عند الأطفال
تظهر أعراض اضطراب نتف الشعر عند الأطفال على شكل مجموعة من السلوكيات المتكررة والتغيرات الجسدية والنفسية، وتتفاوت شدتها من طفل لآخر. غالبًا ما يبدأ الطفل بنتف شعره من منطقة معينة مثل مقدمة الرأس أو الحاجبين، ويستمر حتى تتكون بقع خالية من الشعر. قد يقوم البعض بلفّ الشعر بين الأصابع أو مضغه أو اللعب به بعد نتفه، وهو سلوك يُعرف باسم “اللعب بالشعر بعد النتف”.
تزداد الرغبة في نتف الشعر في لحظات التوتر، أو الملل، أو الشعور بالقلق، بينما يشعر الطفل براحة مؤقتة بعد الفعل، ثم بالندم أو الخجل لاحقًا. من العلامات المصاحبة أن يحاول الطفل إخفاء المناطق الخالية من الشعر بقبعات أو تسريحات معينة، وقد يشعر بالخجل من الظهور أمام الآخرين.
من الناحية النفسية، قد يُظهر الطفل أعراضًا مرافقة مثل التهيج، أو اضطراب النوم، أو ضعف التركيز، أو الانعزال الاجتماعي. وفي بعض الحالات الشديدة، قد يؤدي نتف الشعر إلى التهابات جلدية أو عدوى، خصوصًا إذا كان الطفل يلمس الجروح باستمرار.
أسباب اضطراب نتف الشعر عند الأطفال
تتعدد الأسباب والعوامل التي قد تسهم في ظهور اضطراب نتف الشعر عند الأطفال، وتشمل:
- عوامل نفسية: مثل القلق، التوتر المزمن، أو المرور بتجربة مؤلمة أو ضاغطة.
- عوامل وراثية: وجود تاريخ عائلي لاضطرابات الوسواس القهري أو اضطرابات التحكم في الاندفاع.
- عوامل بيولوجية: اضطرابات في كيمياء الدماغ خاصة في النواقل العصبية مثل السيروتونين والدوبامين.
- عوامل بيئية: ضغوط في المدرسة أو الأسرة، أو التعرض للتنمر أو المقارنة المستمرة مع الآخرين.
- عوامل سلوكية مكتسبة: تعلم السلوك من خلال الملاحظة أو نتيجة استجابة نفسية لتخفيف القلق.
- نقص مهارات التعامل مع المشاعر: عدم قدرة الطفل على التعبير عن القلق أو التوتر بطريقة صحية.
- اضطرابات مرافقة: مثل اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) أو اضطراب القلق الاجتماعي.
أنواع اضطراب نتف الشعر عند الأطفال
يمكن تصنيف اضطراب نتف الشعر عند الأطفال إلى أنواع متعددة بناءً على طبيعة السلوك ودوافعه:
- نتف الشعر الواعي: يقوم الطفل بالفعل بوعي كامل، غالبًا كردّ فعل للضغوط أو الملل أو المشاعر السلبية.
- نتف الشعر غير الواعي: يحدث أثناء الانشغال أو التركيز في نشاط آخر، مثل مشاهدة التلفاز أو القراءة.
- نتف الشعر الاندفاعي: يحدث فجأة دون تفكير مسبق عندما يشعر الطفل بقلق أو توتر شديد.
- نتف الشعر الطقوسي: يتضمن طقوسًا محددة مثل اختيار شعرة معينة أو اللعب بها قبل نتفها.
- نتف الشعر المصحوب بتناول الشعر (ترايكوفاجيا): وهي حالة نادرة يقوم فيها الطفل بابتلاع الشعر بعد نتفه، مما قد يؤدي إلى مشكلات هضمية خطيرة.
طرق تشخيص اضطراب نتف الشعر عند الأطفال
يعتمد تشخيص اضطراب نتف الشعر عند الأطفال على تقييم سريري شامل يقوم به الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي، بالتعاون مع طبيب الجلدية لاستبعاد الأسباب العضوية. يبدأ التشخيص بجمع التاريخ النفسي والسلوكي للطفل، مع ملاحظة أنماط السلوك، وتوقيت حدوثه، ومدى تأثيره على الحياة اليومية.
بحسب معايير الدليل التشخيصي DSM-5، يتم تأكيد التشخيص عند توفر الشروط التالية:
- قيام الطفل بنتف شعره بشكل متكرر مما يؤدي إلى فقدان واضح للشعر.
- محاولات متكررة للتوقف عن الفعل دون نجاح.
- تسبب السلوك في ضيق نفسي أو تأثير سلبي على الأداء المدرسي أو الاجتماعي.
- عدم ارتباط فقدان الشعر بحالة طبية أو جلدية أخرى.
يُساعد الطبيب أيضًا في تحديد ما إذا كان الاضطراب جزءًا من حالة أوسع مثل الوسواس القهري أو اضطراب القلق، حيث إن العلاج يختلف حسب التشخيص الدقيق. تُستخدم في بعض الحالات المقاييس السلوكية مثل “مقياس ييل براون للوسواس القهري” لتقدير شدة الحالة وتكرار السلوك.
طرق علاج اضطراب نتف الشعر عند الأطفال
يهدف علاج اضطراب نتف الشعر عند الأطفال إلى مساعدة الطفل على السيطرة على الرغبة في نتف الشعر، ومعالجة الأسباب النفسية الكامنة وراء السلوك. تشمل طرق العلاج الفعالة ما يلي:
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يُعد من أكثر الأساليب نجاحًا، إذ يعلّم الطفل التعرف على الأفكار والمشاعر التي تسبق السلوك واستبدالها بردود فعل صحية.
- تقنية عكس العادة (HRT): تُدرب الطفل على استبدال نتف الشعر بسلوك آخر غير مؤذٍ مثل الضغط على كرة مطاطية أو اللعب بقطعة قماش.
- العلاج الأسري: يهدف إلى توعية الوالدين حول طبيعة الاضطراب وكيفية التعامل الداعم بدلًا من العقاب أو الانتقاد.
- العلاج الدوائي: في الحالات المتوسطة أو الشديدة، قد يصف الطبيب أدوية مثل مثبطات امتصاص السيروتونين (SSRIs) للمساعدة في تقليل القلق والرغبة القهرية.
- العلاج بالاسترخاء: يشمل تمارين التنفس، التأمل، أو اليوغا للأطفال لتخفيف التوتر والضغط النفسي.
- العلاج الجماعي للأطفال: يتيح مشاركة التجارب مع أطفال آخرين يعانون من مشكلات مشابهة، مما يعزز الدعم النفسي.
- العناية الطبية للجلد والشعر: لمنع العدوى أو علاج الجروح الناتجة عن النتف المتكرر.
- التحفيز الإيجابي: تشجيع الطفل ومكافأته على التقدّم بدلاً من معاقبته عند الانتكاس.
طرق الوقاية من اضطراب نتف الشعر عند الأطفال
رغم أن اضطراب نتف الشعر لا يمكن منعه تمامًا بسبب طبيعته النفسية المعقدة، إلا أن الوقاية المبكرة تسهم في تقليل فرص ظهوره أو الحد من شدّته. تبدأ الوقاية من توفير بيئة نفسية آمنة للطفل، تقوم على الدعم والتفاهم بدلًا من التوبيخ أو العقاب. كما أن تعليم الطفل مهارات التعامل مع القلق والتوتر منذ الصغر يساعده على التعبير عن مشاعره بطرق صحية بديلة.
يُوصى الأهل بملاحظة السلوكيات غير المعتادة مثل اللعب المستمر بالشعر أو وجود بقع خالية منه، مع طلب المساعدة المهنية عند الحاجة. يُعد التواصل الإيجابي بين الوالدين والطفل حجر الأساس في الوقاية، إذ يقلل من مشاعر العزلة والذنب التي قد تفاقم السلوك.
بالإضافة إلى ذلك، من المهم تجنب الضغط الأكاديمي الزائد أو المقارنة بالآخرين، لأنها قد تُثير مشاعر القلق أو تدني الذات. وفي حال ملاحظة أي علامات مبكرة، فإن العلاج السلوكي المبكر يمنع تفاقم الاضطراب ويساعد الطفل على بناء علاقة صحية مع جسده وشعره.
ختامًا…
✔️ إذا لاحظت على طفلك عادة شدّ الشعر أو ظهور بقع صلع غير مبررة، فقد تكون هذه علامات اضطراب نتف الشعر. لا تتردد في طلب المساعدة — الدعم النفسي المبكر يصنع فارقًا كبيرًا في رحلة التعافي.
منصة نفسي فيرتول تمنحك فرصة التواصل مع دكتور نفسي أونلاين بكل خصوصية وأمان، دون الحاجة لمغادرة منزلك.
🔹 سواء كنت تبحث عن:
- دكتور نفسي متخصص في اضطرابات الطفولة والسلوكيات القهرية
- علاج نفسي عن بعد
- طبيب نفسي مرخص في الإمارات
فكل ما تحتاجه أصبح في متناولك بخطوة واحدة فقط.
💬 احجز جلستك الآن، وابدأ طريق طفلك نحو التوازن النفسي والسلوكي، مع نخبة من المختصين المعتمدين والمجربين.



