اضطراب المزاج الدوري: أسبابه وطرق علاجه
اضطراب المزاج الدوري هو أحد الاضطرابات النفسية التي تندرج تحت طيف الاضطرابات المزاجية. يتسم هذا الاضطراب بتقلبات مزاجية مزمنة ولكنها أقل حدة من تلك التي تظهر في اضطراب ثنائي القطب. ومع ذلك، يمكن أن تؤثر هذه التغيرات في المزاج بشكل كبير على جودة الحياة، العلاقات الاجتماعية، والأداء اليومي للفرد.
الفهرس
- مفهوم اضطراب المزاج الدوري
- أعراض اضطراب المزاج الدوري
- أسباب اضطراب المزاج الدوري
- أنواع اضطراب المزاج الدوري
- طرق تشخيص اضطراب المزاج الدوري
- طرق علاج اضطراب المزاج الدوري
- طرق الوقاية من اضطراب المزاج الدوري
- المصادر المستعملة لكتابة المقال
- منظمات دولية وهيئات طبية
- مصادر أكاديمية وطبية
- مقالات ومصادر متعمقة
يهدف هذا المقال إلى تزويدك بمعلومات شاملة ومبسطة عن اضطراب المزاج الدوري: ما هو، كيف يتم تشخيصه، ما أسبابه، أنواعه، كيف يمكن علاجه، وهل توجد طرق فعالة للوقاية منه. تمت كتابة هذا المقال خصيصًا للباحثين عن المعرفة الطبية النفسية بطريقة علمية مبسطة، سواء كانوا طلابًا، مهتمين، أو حتى أشخاصًا يشعرون بأنهم يعانون من أعراض مشابهة.
مفهوم اضطراب المزاج الدوري
اضطراب المزاج الدوري (Cyclothymia أو Cyclothymic Disorder) هو اضطراب مزاجي مزمن يتميز بتقلبات مستمرة في المزاج تتراوح بين أعراض خفيفة من الهوس (الابتهاج الزائد أو النشاط المفرط) وأعراض خفيفة من الاكتئاب. تستمر هذه التقلبات لفترة طويلة، وقد تعيق الأداء الوظيفي والاجتماعي للفرد حتى وإن لم تكن شديدة بما يكفي لتشخيصها على أنها نوبات هوس أو اكتئاب سريرية كاملة كما في اضطراب ثنائي القطب.
يُعد هذا الاضطراب من الحالات النفسية التي غالبًا ما تُفهم بشكل خاطئ أو تُهمل، نظرًا لأن أعراضه قد تبدو متقلبة أو “طبيعية” في بعض الأحيان. غير أن استمرارية هذه التقلبات، وطول مدتها، وتأثيرها المتراكم تجعل من الضروري الانتباه لها والتعامل معها بجدية.
أعراض اضطراب المزاج الدوري
أعراض اضطراب المزاج الدوري تظهر في شكل نوبات متكررة من الارتفاع والانخفاض في المزاج. تكون هذه الأعراض أخف من تلك التي نراها في اضطراب ثنائي القطب، ولكنها مع ذلك قد تسبب صعوبات حقيقية.
في فترات “الارتفاع” المزاجي، قد يشعر الفرد بزيادة في النشاط والطاقة، الثقة بالنفس، والتفاؤل، ولكنها قد تترافق أيضًا مع التهيج، الأرق، أو اتخاذ قرارات متهورة. من ناحية أخرى، تتبع هذه الفترات عادةً نوبات من انخفاض المزاج، تتسم بالحزن، فقدان الاهتمام، الشعور بالإحباط، أو فقدان الدافع.
تستمر هذه النوبات لعدة أيام أو أسابيع، وغالبًا ما يشعر المريض أنه لا يمر بفترات “مزاج طبيعي” إلا نادرًا. لا يكون الشخص “مكتئبًا تمامًا” أو “في حالة هوس حادة”، لكن تقلباته المستمرة تجعله يعاني من صعوبة في الحفاظ على استقراره النفسي والعاطفي.
من المهم التمييز بين المزاج المتقلب الطبيعي الذي يحدث أحيانًا بسبب ضغوط الحياة، واضطراب المزاج الدوري، الذي يتصف بطابع مزمن ومتكرر يؤثر على الحياة اليومية.
أسباب اضطراب المزاج الدوري
لا يوجد سبب واحد محدد يؤدي إلى الإصابة باضطراب المزاج الدوري، ولكن الأبحاث ترجّح مجموعة من العوامل المتداخلة:
- العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي لاضطرابات المزاج مثل اضطراب ثنائي القطب أو الاكتئاب يزيد من احتمالية الإصابة.
- الاختلالات الكيميائية في الدماغ: خصوصًا فيما يتعلق بالنواقل العصبية مثل السيروتونين والدوبامين، والتي تلعب دورًا مهمًا في تنظيم المزاج.
- العوامل البيئية والنفسية: مثل التعرض للضغوط النفسية المزمنة، الصدمات العاطفية، أو بيئة أسرية غير مستقرة.
- النمط الشخصي والعاطفي: بعض الأشخاص لديهم استعداد نفسي أكبر لتقلبات المزاج أو ردود فعل عاطفية حادة.
- الاضطرابات العصبية أو الطبية الأخرى: أحيانًا يمكن أن تترافق اضطرابات المزاج مع حالات طبية أو عصبية تؤثر على التوازن الكيميائي في الدماغ.
أنواع اضطراب المزاج الدوري
اضطراب المزاج الدوري يُصنّف كحالة واحدة وفق الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، لكن يمكن تصنيفه بشكل غير رسمي بحسب بعض السمات السائدة:
- النوع الطاغي عليه الارتفاع المزاجي: حيث يغلب على المريض نوبات الابتهاج والنشاط المفرط أكثر من نوبات الاكتئاب.
- النوع الطاغي عليه الاكتئاب: حيث تكون نوبات الانخفاض المزاجي أكثر حدة أو تكرارًا.
- النوع المختلط أو المتعاقب بشكل متساوٍ: حيث تتساوى نوبات الارتفاع والانخفاض المزاجي تقريبًا في الحدة والتكرار.
- النوع المرتبط بالمراهقة أو الطفولة: تظهر فيه أعراض مزاجية مبكرة قد تختلف قليلاً عن تلك التي تظهر في البالغين.
- النوع المصاحب لحالات صحية أخرى: مثل اضطرابات القلق أو تعاطي المواد.
طرق تشخيص اضطراب المزاج الدوري
تشخيص اضطراب المزاج الدوري يتطلب تقييمًا دقيقًا وشاملًا من قِبل طبيب نفسي مختص، حيث أن الأعراض قد تتداخل مع اضطرابات مزاجية أو نفسية أخرى مثل اضطراب القلق أو الاكتئاب المزمن. يعتمد التشخيص عادة على مراجعة السجل النفسي الكامل للمريض، إجراء مقابلات سريرية، وأحيانًا استخدام مقاييس نفسية معيارية.
بحسب الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، يُشخص اضطراب المزاج الدوري عندما يعاني الشخص من نوبات من أعراض الهوس الخفيف وأعراض الاكتئاب الخفيف لمدة لا تقل عن سنتين لدى البالغين، وسنة واحدة على الأقل لدى الأطفال والمراهقين، دون أن تتوفر شروط نوبات هوس أو اكتئاب كاملة.
من التحديات الشائعة في التشخيص أن الكثير من المصابين قد لا يسعون للعلاج أثناء فترات “الارتفاع” المزاجي، ويعتبرونها طبيعية أو حتى إيجابية، مما يؤدي إلى تأخير التشخيص.
طرق علاج اضطراب المزاج الدوري
علاج اضطراب المزاج الدوري يكون غالبًا متعدد الجوانب ويعتمد على شدة الأعراض واحتياجات المريض الفردية. من أهم الطرق المستخدمة:
- العلاج الدوائي:
- مثبتات المزاج مثل الليثيوم
- مضادات الاختلاج مثل الفالبروات واللاموترجين
- أحيانًا مضادات الاكتئاب بحذر، وتحت إشراف دقيق لتجنب تفاقم نوبات الهوس
- العلاج النفسي:
- العلاج المعرفي السلوكي (CBT) للمساعدة في تعديل أنماط التفكير السلبية
- العلاج السلوكي الجدلي (DBT) خصوصًا في حالات المشاعر المتقلبة بشدة
- العلاج النفسي الفردي أو الجماعي لدعم التكيف مع الحالة
- التثقيف النفسي للمريض والعائلة:
- توعية المريض بأعراض الاضطراب، أنماطه، وكيفية التعامل معه
- تدريب الأسرة على تقديم الدعم والملاحظة المبكرة لأي انتكاسات
- تعديل نمط الحياة:
- تنظيم النوم والنشاط اليومي
- تجنب الكحول والمنبهات
- ممارسة الرياضة بانتظام
- المتابعة طويلة المدى:
- المتابعة المستمرة مع الطبيب النفسي لضبط العلاج حسب الحاجة
طرق الوقاية من اضطراب المزاج الدوري
رغم أن اضطراب المزاج الدوري لا يمكن منعه بشكل كامل، إلا أن هناك خطوات مهمة يمكن اتخاذها للتقليل من تأثيره أو الحد من تطوره إلى اضطراب أكثر حدة. من أبرز هذه الخطوات التوعية المبكرة، والمراقبة الذاتية لتغيرات المزاج، وطلب المساعدة النفسية عند ملاحظة أي أعراض مستمرة.
الحفاظ على نمط حياة صحي، وتجنب الضغوط النفسية المزمنة، والالتزام بالعلاج الدوائي والنفسي بمجرد تشخيص الحالة، كلها عوامل تساعد على استقرار المزاج وتقليل احتمالات حدوث نوبات جديدة.
كذلك من المهم بناء شبكة دعم نفسي جيدة من الأصدقاء أو الأسرة أو الأخصائيين، لأن الدعم الاجتماعي يلعب دورًا كبيرًا في الوقاية من تفاقم الأعراض.
ختامًا…
إذا كنت تمر بتقلبات مزاجية مستمرة، أو لاحظت على نفسك أو على من تحب نوبات من النشاط الزائد تتبعها فترات من انخفاض المزاج، فقد تكون هذه علامات على اضطراب المزاج الدوري. لا تنتظر حتى تتفاقم الأعراض — التدخل النفسي المبكر يمكن أن يصنع فارقًا كبيرًا في جودة حياتك واستقرارك… التدخل النفسي المبكر يمكن أن يصنع فارقًا كبيرًا في جودة حياتك واستقرارك العاطفي على المدى الطويل.
منصة نفسي فيرتول تمنحك فرصة التواصل مع دكتور نفسي أونلاين بكل خصوصية وأمان، دون الحاجة لمغادرة منزلك.
سواء كنت تبحث عن:
- دكتور نفسي متخصص في اضطراب المزاج الدوري أو اضطراب ثنائي القطب
- علاج نفسي عن بعد يراعي حالتك وظروفك
- طبيب نفسي مرخص في الإمارات ومتمرس في الاضطرابات المزاجية
فكل ما تحتاجه أصبح في متناولك بخطوة واحدة فقط.
احجز جلستك الآن، وابدأ طريقك نحو الاستقرار النفسي والتوازن العاطفي، مع نخبة من المختصين المعتمدين والمجربين.
المصادر المستعملة لكتابة المقال
منظمات دولية وهيئات طبية
- Cyclothymic Disorder – StatPearls – NCBI Bookshelf
- Cyclothymia (cyclothymic disorder) – Symptoms and causes – Mayo Clinic




