اضطراب القلق الناتج عن حالة طبية
يُعد القلق أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا في العالم، وقد يأخذ أشكالًا متعددة تختلف من شخص لآخر. ومع ذلك، ليس كل قلقٍ ينتج عن عوامل نفسية بحتة؛ إذ توجد حالات ينشأ فيها القلق كاستجابة مباشرة لحالة طبية تؤثر في الجسم أو الدماغ. يُعرف هذا النوع باسم “اضطراب القلق الناتج عن حالة طبية” (Anxiety Disorder Due to Another Medical Condition).
الفهرس
- مفهوم اضطراب القلق الناتج عن حالة طبية
- أعراض اضطراب القلق الناتج عن حالة طبية
- أسباب اضطراب القلق الناتج عن حالة طبية
- أنواع اضطراب القلق الناتج عن حالة طبية
- طرق تشخيص اضطراب القلق الناتج عن حالة طبية
- طرق علاج اضطراب القلق الناتج عن حالة طبية
- طرق الوقاية من اضطراب القلق الناتج عن حالة طبية
- المصادر المستعملة لكتابة المقال
- منظمات دولية وهيئات طبية
- مصادر أكاديمية وطبية
- مقالات ومصادر متعمقة
يمثل هذا الاضطراب تحديًا مزدوجًا؛ إذ يجمع بين الأسباب الجسدية والعاطفية، ويستلزم فهمًا دقيقًا للعلاقة بين الجسد والعقل. فالكثير من المرضى قد يظنون أن القلق لديهم سببه نفسي بحت، بينما يكون منشؤه اضطرابًا عضويًا في الغدد، أو القلب، أو الدماغ، أو حتى تأثيرات جانبية لبعض الأدوية. في هذا المقال سنتناول المفهوم العلمي لهذا الاضطراب، وأبرز أعراضه وأسبابه، وطرق تشخيصه وعلاجه والوقاية منه، بطريقة مبسطة تساعد الباحثين والقراء على فهمه بعمق.
مفهوم اضطراب القلق الناتج عن حالة طبية
اضطراب القلق الناتج عن حالة طبية هو نوع من اضطرابات القلق يُعزى بشكل مباشر إلى تأثير حالة طبية جسدية على وظائف الدماغ أو الجسم، مما يؤدي إلى ظهور أعراض قلق حادة وغير مبررة نفسيًا.
بمعنى آخر، لا يكون القلق هنا استجابة لموقف ضاغط أو صدمة نفسية، بل نتيجة تغيرات بيولوجية ناجمة عن مرض عضوي مثل اضطرابات الغدة الدرقية، أمراض القلب، اضطرابات التنفس، أو أمراض عصبية معينة.
وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، يُشخَّص هذا الاضطراب عندما تكون الأعراض:
- مرتبطة مباشرة بتأثير مرض عضوي موثق.
- تسبب ضيقًا نفسيًا أو ضعفًا في الأداء الاجتماعي أو المهني.
- لا يمكن تفسيرها باضطراب نفسي آخر.
- ليست نتيجة مباشرة لتعاطي مواد أو أدوية مهدئة أو منشطة.
يهدف التشخيص الدقيق إلى تحديد ما إذا كان القلق عَرَضًا نفسيًا مستقلًا، أم نتيجة ثانوية لمرض جسدي يحتاج إلى علاج أساسي.
أعراض اضطراب القلق الناتج عن حالة طبية
تتشابه أعراض اضطراب القلق الناتج عن حالة طبية مع أعراض اضطرابات القلق الأخرى، ولكنها غالبًا ما تظهر بشكل مفاجئ أو غير مبرر نفسيًا، وتزداد شدتها مع تفاقم الحالة الطبية. يشعر المريض بخوف مفرط أو قلق دائم لا يمكن السيطرة عليه، وقد يصاحبه تسارع في ضربات القلب، وصعوبة في التنفس، وتعرق، ودوخة، وإحساس بالاختناق أو قرب الإغماء. كما يعاني البعض من شعور دائم بالخطر أو الموت الوشيك، دون وجود سبب خارجي واضح.
من الناحية النفسية، يظهر على المصاب التوتر المستمر، وصعوبة التركيز، واضطراب النوم، والشعور بالإرهاق حتى من المهام البسيطة. وغالبًا ما تتغير شدة الأعراض بتغير الحالة الطبية؛ فعندما يتحسن المرض الجسدي، يخف القلق تدريجيًا، مما يميز هذا النوع من الاضطرابات عن القلق العام أو نوبات الهلع التقليدية.
أسباب اضطراب القلق الناتج عن حالة طبية
من أبرز الأسباب والعوامل الطبية التي قد تؤدي إلى اضطراب القلق الناتج عن حالة طبية:
- اضطرابات الغدة الدرقية (فرط نشاط أو قصور): تؤثر على التوازن الهرموني وتزيد من إفراز الأدرينالين.
- أمراض القلب: مثل اضطراب النظم أو الذبحة الصدرية التي قد تحفز نوبات قلق بسبب تفاعل الجهاز العصبي الذاتي.
- اضطرابات التنفس: مثل الربو أو الانسداد الرئوي المزمن، حيث يؤدي نقص الأكسجين إلى تحفيز مراكز القلق في الدماغ.
- الاضطرابات العصبية: كداء باركنسون، التصلب المتعدد، أو إصابات الدماغ التي تؤثر في الناقلات العصبية المسؤولة عن المزاج.
- انخفاض أو ارتفاع سكر الدم: قد يؤدي إلى تغيرات مفاجئة في الطاقة والمزاج تصاحبها نوبات قلق حادة.
- الاختلالات الهرمونية: خصوصًا خلال الحمل أو سن اليأس، حيث تتغير نسب الهرمونات التي تنظم الاستجابة الانفعالية.
- الأمراض المزمنة أو المؤلمة: مثل السرطان أو الفشل الكلوي، لما تسببه من إرهاق جسدي ونفسي دائم.
- التأثيرات الجانبية لبعض الأدوية: مثل الكورتيزون، موسعات الشعب الهوائية، أو المنبهات العصبية.
- الانسحاب من الأدوية أو المواد: مثل التوقف المفاجئ عن مضادات القلق أو الكحول أو الكافيين بكميات كبيرة.
أنواع اضطراب القلق الناتج عن حالة طبية
يمكن تصنيف اضطراب القلق الناتج عن حالة طبية إلى عدة أنواع تبعًا لطبيعة المرض المسبب أو نمط الأعراض:
- قلق مرتبط باضطرابات القلب: يظهر غالبًا في صورة نوبات هلع أو خوف من الموت المفاجئ.
- قلق ناجم عن اضطرابات الغدة الدرقية: يصاحبه تسارع في التفكير، رعشة، وتعرق مستمر.
- قلق ناتج عن اضطرابات التنفس: يرتبط بشعور دائم بالاختناق وصعوبة السيطرة على التنفس.
- قلق مرافق للأمراض العصبية: يمتاز بخلل في الإدراك والتركيز، وقد يترافق مع اكتئاب.
- قلق دوائي المنشأ: سببه تناول أو انسحاب من أدوية تؤثر على الجهاز العصبي.
- قلق مصاحب للأمراض المزمنة: يظهر تدريجيًا بسبب الإرهاق والضغوط الجسدية المستمرة.
طرق تشخيص اضطراب القلق الناتج عن حالة طبية
تشخيص اضطراب القلق الناتج عن حالة طبية يتطلب تعاونًا بين الطبيب النفسي والطبيب الباطني أو المتخصص في المرض الجسدي. يبدأ التشخيص عادةً باستبعاد الأسباب النفسية البحتة، ثم يُجرى تقييم طبي شامل يشمل التاريخ المرضي، الفحوص المخبرية، وتقييم الأدوية المستخدمة.
يُلاحظ أن الأعراض تظهر غالبًا بعد بدء المرض الجسدي أو أثناء تفاقمه، وتتناسب شدتها مع تطور الحالة. كما تساعد التحاليل الهرمونية، وفحوص وظائف القلب والغدة الدرقية والجهاز العصبي، في تحديد السبب الجذري.
يُستخدم الدليل التشخيصي DSM-5 لتأكيد التشخيص، بشرط أن تكون الأعراض ناتجة مباشرة عن الحالة الطبية وليس بسبب اضطراب نفسي آخر. التشخيص الصحيح هنا بالغ الأهمية، لأنه يوجّه العلاج نحو معالجة السبب العضوي أولًا، بدلًا من التركيز فقط على الجانب النفسي.
طرق علاج اضطراب القلق الناتج عن حالة طبية
يعتمد علاج اضطراب القلق الناتج عن حالة طبية على معالجة السبب العضوي أولًا، مع دعم الحالة النفسية للمريض. من أبرز طرق العلاج:
- علاج الحالة الطبية الأساسية: مثل تنظيم هرمونات الغدة الدرقية أو ضبط ضغط الدم أو مستويات السكر.
- العلاج النفسي (العلاج السلوكي المعرفي CBT): يساعد المريض على التعامل مع مشاعر القلق وفهم العلاقة بين جسده ونفسيته.
- الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب: توصف بحذر وتحت إشراف طبي، خصوصًا في وجود أمراض عضوية.
- تقنيات الاسترخاء والتنفس العميق: تساهم في تقليل التوتر وتنظيم استجابة الجهاز العصبي الذاتي.
- تعديل نمط الحياة: عبر النوم المنتظم، التغذية المتوازنة، والابتعاد عن المنبهات كالكافيين والنيكوتين.
- الدعم الأسري والاجتماعي: يلعب دورًا مهمًا في تقليل الضغوط وتحسين التكيف النفسي.
- العلاج المتعدد التخصصات: إشراك أكثر من طبيب (نفسي، باطني، غدد، أعصاب) لضمان علاج شامل ومتكامل.
طرق الوقاية من اضطراب القلق الناتج عن حالة طبية
الوقاية من اضطراب القلق الناتج عن حالة طبية تبدأ من الوعي بالصحة الجسدية والنفسية معًا. فالفحص الدوري للأمراض المزمنة ومتابعة الحالة الصحية بدقة يساعد على اكتشاف أي اضطراب عضوي مبكرًا قبل أن يؤثر على الحالة النفسية.كما أن الالتزام بخطة العلاج الموصوفة من الطبيب، وتجنب إيقاف الأدوية دون استشارة، يقلل من فرص ظهور القلق المرتبط بالأدوية أو الاضطرابات الهرمونية.
الحفاظ على نمط حياة صحي، يشمل النشاط البدني المنتظم، والتغذية المتوازنة، والنوم الكافي، يلعب دورًا جوهريًا في توازن الجهاز العصبي وتقليل التوتر. ولا يمكن إغفال أهمية الدعم النفسي المبكر عند الشعور بالقلق المستمر أو غير المبرر، فالتدخل العلاجي في الوقت المناسب يمنع تطور الأعراض ويُسهم في استقرار الحالة النفسية والجسدية معًا.
ختامًا…
✔️ إذا كنت تعاني من قلق مستمر لا تعرف له سببًا واضحًا، أو لاحظت أن نوبات القلق لديك ترتبط بتغيرات جسدية أو مرض معين، فقد تكون هذه علامات على اضطراب القلق الناتج عن حالة طبية. لا تتجاهل هذه الإشارات — فالتشخيص والعلاج المبكران يمكن أن يغيرا مجرى حياتك نحو الأفضل.
منصة نفسي فيرتول تمنحك فرصة التواصل مع دكتور نفسي أونلاين بكل خصوصية وأمان، دون الحاجة لمغادرة منزلك.
🔹 سواء كنت تبحث عن:
- دكتور نفسي متخصص في اضطرابات القلق
- علاج نفسي عن بُعد
- طبيب نفسي مرخص في الإمارات
فكل ما تحتاجه أصبح في متناولك بخطوة واحدة فقط.
💬 احجز جلستك الآن، وابدأ طريقك نحو الراحة النفسية والتوازن الجسدي والعاطفي، مع نخبة من الأطباء النفسيين المعتمدين والمجربين في منصة نفسي فيرتول.
المصادر المستعملة لكتابة المقال
منظمات دولية وهيئات طبية
Anxiety disorders – Symptoms and causes – Mayo Clinic
Anxiety Disorders and General Medical Conditions: Current Research and Future Directions – PMC
مصادر أكاديمية وطبية
Anxiety Disorders: Causes, Symptoms, Treatment & Types
مقالات ومصادر متعمقة
Overview of Anxiety Disorders – Mental Health Disorders – MSD Manual Consumer Version




